للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جعداً رجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في الوجه تدوير، أبيض مشرب، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، أجرد، ذو مسربة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى يتقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي. [٥٧٩١]

ــ

ولما كان المكلثم المستدير بينه بقوله: ((وكان في الوجه تدوير)) نه: لم يكن مستديراً كل الاستدارة بل كان فيه بعض ذلك، ويكون معنى قوله: ((وكان في الوجه تدوير)) أي: كان تدويرًا ما، وكان بين الإسالة والاستدارة [مسنون الوجه].

((تو)): قوله: ((أدعج)) الدعج والدعجة شدة سواد العين وغيرها، يريد أن سواد عينيه كان شديداً.

وقيل: الدعجة شدة سواد العين في بياضها.

و ((أهدب الأشفار)) أي طويل شعر الأجفان.

و ((جليل المشاش)) أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين والركبتين والكتفين.

وقال الجوهري: هي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.

و ((الكتد)) بفتح التاء وكسرها مجتمع الكتفين وهو الكاهل.

و ((الأجرد)) الذي ليس على بدنه شعر، ولم يكن صلى الله عليه وسلم كذلك، وإنما أراد به أن الشعر كان في أماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين، فإن ضد الأجرد الأشعر وهو الذي على جميع بدنه شعر.

و ((شثن الكفين والقدمين)) أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر، وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال لأنه أشد لقبضهم ويذم في النساء.

وقوله: ((إذا مشى تقلع)) أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه عن الأرض رفعاً قوياً لا كمن يمشي اختيالاً متقارب الخطا، فإن ذلك من مشي النساء، ويوصفن به.

وقوله: ((وإذا التفت التفت معاً)) أراد أنه لا يسارق بالنظر، وقيل: أراد لا يلوي عنقه يمنة ولا يسرة إذا نظر إلى الشيء، وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف. ولكن كان يقبل جميعاً ويدبر جميعاً: تو: يريد أنه كان إذا توجه إلى الشيء توجه بكليته ولا يخالف ببعض جسده بعضاً كيلا يخالف بدنه قلبه وقصده ومقصده، ثم لما في ذلك من التلون وأمارة الخفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>