٥٧٩٥ - وعن أبي هريرة، قال: ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه. وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث. رواه الترمذي. [٥٧٩٥]
٥٧٩٦ - وعن جابر بن سمرة، قال: كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة، وكان لا يضحك إلا تبسماً، وكنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين، وليس بأكحل. رواه الترمذي. [٥٧٩٦]
ــ
قوله: ((إضحيان)) ((فا)) يقال: ليلة ضحياء وإضحياء وإضحيانة وهي المقمرة من أولها إلى آخرها، وأفعلان مما قل في كلامهم وهو بكسر الهمزة.
الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه:
قوله: ((كأن الشمس تجري في وجهه)) شبه جريان الشمس في فلكها بجريان الحسن في وجهه، وفيه معنى قول الشاعر:
يزيدك وجهه حسناً إذا ما زدته نظراً
وفيه أيضًا عكس التشبيه للمبالغة، ويجوز أن يقدر متعلق الخبر للاستقرار فيكون من باب تناسي التشبيه، فجعل وجهه صلى الله عليه وسلم مقراً ومكاناً لها من باب التناسي ومنه قول الشاعر:
هي الشمس مسكنها السماء فعز الفؤاد عزاء جميلاً
قوله: ((إن لنجهد أنفسنا)) تو: يجوز فيه فتح النون وضمها، يقال: جهد دابته وأجهدها إذا حملها فوق طاقتها.
نه: ((لغير مكترث)) أي غير مبال، ولا يستعمل إلا في النفي أما في الإثبات فشاذ.
الحديث السابع عن جابر رضي الله عنه:
قوله: ((حموشة)) قض: حموشة الساق دقتها، يقال: حمشت قوائم الدابة إذا دقت، وشفة حمشة قليلة اللحم.
قوله: ((لا يضحك إلا تبسماً)) جعل التبسم من الضحك واستثنى منه، فإن التبسم من الضحك بمنزلة السنة من النوم، ومنه قوله تعالى: {فتبسم ضاحكاً من قولها} أي شارعاً في الضحك.