للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٧٣ - وعن ابن سيرين، قال: إن هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم. رواه مسلم.

٢٧٤ - وعن حذيفة، قال: يا معشر القراء! استقيموا، فقد سبقتم سبقاً بعيداً، وإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً. رواه البخاري.

ــ

متوسطاً يميز بين ما يعلم وما لم يعلم، فيفتي بما يعلم، ويقول: ((الله أعلم)) فيما لا يعلم. كما سئل مالك عن أربعين مسألة، فقال في ستة وثلاثين: لا أدري.

قوله: {وما أنا من المتكفلين} أي من الذين يتصنعون ويتحلون بما ليسوا من أهله، وما عرفتموني قط متصنعاً، ولا مدعياً ما ليس عندي. روينا في صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه قرأ {وفاكهة وأبا} قال: فما الأب؟ ثم قال: ما كلفنا- أو قال: ما أمرنا- بهذا. وفي الكشاف عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سئل عن الأب؟ فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا علم لي به؟ والله أعلم.

الحديث الرابع والعشرون عن ابن سيرين: قوله: ((إن هذا العلم)) التعريف فيه للعهد، وهو ما جاء به الرسول صلوات الله عليه لتعليمه الحق من الكتاب والسنة، وهما أصول الدين، والمراد بالمأخوذ منه العدول الثقات المتقنون كما سبق في الحديث الآخر من الفصل الثاني، وهو قول: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)) الحديث. و ((عن)) صلة ((تأخذون)) على تضمين معنى يروون، ودخول الجارة على الاستفهام هنا كدخوله في قوله تعالى: {على من تنزل الشياطين} تقديره: أعمن تأخذون. وضمن ((انظر)) معنى العلم، والجملة الاستفهامية سدت مسد المفعولين تعليقاً.

الحديث الخامس والعشرون عن حذيفة: قوله: ((القراء)) ((نه)): في الحديث: ((أكثر منافقي أمتي قراؤها)) وهم الذين يحفظون القرآن نفياً للتهمة عن أنفسهم ويعتقدون تضييعه، وكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسل بهذه الصفة.

أقول- وبالله التوفيق-: إن الناس لم يخلقوا إلا للعبادة، والعبادة لا تتم إلا بالإخلاص، والمقصود منها تقرب العبد إلى الله، وكان العبد يتحرى فيهما السير إلى الله، ويتوخى سلوك طريق الاستقامة ليوصله إلى المقصود، والطريق هو الإسلام والاستسلام، وإليه الإشارة بقوله

<<  <  ج: ص:  >  >>