لا يلقى أحداً إلا قال: كفيتم، ما هاهنا، فلا يلقى أحداً إلا رده. متفق عليه.
٥٨٧٠ - وعن أنس، قال: سمع عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: فما أول أشراط الساعة، وما أول طعام أهل الجنة، وما ينزع الولد، إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: ((أخبرني بهن جبريل آنفا؛ أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت)). قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. يا رسول الله! إن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي من قبل أن
ــ
ويؤيد هذا التقرير ما في شرح السنة: ((والله)) على القسم، أي أقسم بالله لكما على أن أرد الطلب عنكما.
قوله: ((فجعل لا يلقى أحداً)) أي فشرع فيما وعد من رد من لقي.
قوله: ((ما هاهنا)) بمعنى الذي، أي كفيتم الذي هنا، والمعنى كفيتم الطلب في هذا الجانب لأني كفيتكم ذلك.
مح: فيه فوائد:
منها: هذه المعجزة الظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضيلة ظاهرة لأبي بكر رضي الله عنه من وجوه.
وفيه: خدمة التابع للمتبوع واستصحاب الركوة ونحوها في السفر للطهارة والشرب.
وفيه: فضل التوكل على الله تعالى وحسن عاقبته.
الحديث الثالث عن أنس رضي الله عنه:
قوله: ((يخترف)) أي يجتني.
قوله: ((وما ينزع الولد)) أي ما سبب نزوع الولد وميله إلى أحد أبويه، فحذف المضاف وأن المصدرية من المضارع، كما في قولك: ((أحضر الوغي)).
خط: ((سبق)) إذا علا وغلب، يقال: نزع الولد إلى أبيه إذا أشبهه- ذكره في الغريبين- يعني إذا غلب ماء الرجل أشبهه الولد، وإذا غلب ماء المرأة أشبهها الولد- انتهى كلامه.
فعلى هذا التأنيث في ((نزعت)) بتأويل النسمة.
قوله: ((قوم بهت)) نه: هو جمع بهوت من بناء المبالغة في البهت مثل: صبور وصبر، ثم يسكن تخفيفاً.