للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تسألهم يبهتونني. فجاءت اليهود فقال: ((أي رجل عبد الله فيكم؟)) قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا فقال: ((أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟)) قالوا: أعاذه الله من ذلك. فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فقالوا: شرنا وابن شرنا، فانتقصوه. قال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله! رواه البخاري.

٥٨٧١ - وعنه، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغنا إقبال أبي سفيان، وقام سعد بن عبدة، فقال: يا رسول الله، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا. قال: فندب رسول

ــ

الحديث الرابع: عن أنس رضي الله عنه:

قوله: ((إقبال أبي سفيان)) أي بالعير من الشام إلى مكة، وذلك أن عير قريش أقبلت من الشام فيها تجارة عظيمة ومعها أربعون راكباً منهم أبو سفيان، فأعجب المسلمين تلقي العير لكثرة الخير وقلة القوم، فلما خرجوا بلغ أهل مكة خبر خروجهم فنادى أبو جهل فوق الكعبة: يا أهل مكة النجاء النجاء، فخرج أبو جهل بجميع أهل مكة، فقيل له إن العير أخذت طريق الساحل ونجت فارجع بالناس إلى مكة، فقال: لا والله، فمضى بهم إلى بدر، ونزل جبريل وأخبر أن الله وعدكم إحدى الطائفتين.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العير قد مضت على ساحل البحر وهذا أبو جهل قد أقبل.

فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها.

مح: قالوا: إنما قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستشارة اختبار الأنصار لأنه لم يكن بايعهم على أن يخرجوا معه للقتال وطلب العدو، وإنما بايعهم على أن يمنعوه ممن يقصده، فلما عرض الخروج لعير أبي سفيان أراد أن يعلم أنهم يوافقونه على ذلك أم لا؟ فأجابوا أحسن جواب بالموافقة التامة في هذه المرة وغيرها.

وفيه: حث على استشارة الأصحاب وأهل الرأي والخبرة.

قوله: ((أن نخيضها)) قض: الإخاضة الإدخال في الماء والكناية للخيل والإبل وإن لم يجر ذكرهما لقرينة الحال.

وضرب الأكباد عبارة عن تكليف الدابة للسير بأبلغ ما يمكن.

قوله: ((إلى برك الغماد)) مح: هو بفتح الباء وإسكان الراء هو المشهور من كتب الحديث وروايات المحدثين.

<<  <  ج: ص:  >  >>