وفي رواية لمسلم أنه قال: ((ائذن لعشرة)) فدخلوا فقال: ((كلوا وسموا الله)) فأكلوا حتى فعل ذلك بثمانين رجلاً، ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم وأهل البيت وترك سؤراً.
وفي رواية البخاري، قال: ((أدخل علي عشرة)) حتى عد أربعين، ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر هل نقص منها شيء؟
وفي رواية لمسلم: ثم أخذ ما بقي فجمعه، ثم دعا فيه بالبركة فعاد كما كان. فقال: ((دونكم هذا)).
٥٩٠٩ - وعنه، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة. متفق عليه.
ــ
قوله: ((وأنتم تعدونها تخويفاً)) هو من قوله تعالى: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} والآيات إما أن يراد بها المعجزات أو آيات الكتاب المنزلة، وكلتاهما بالنسبة إلى المؤمن الموافق بركات وازدياد في إيمانه، وبالنسبة إلى المخالف المعاند إنذار وتخويف، يعن لا نرسلها إلا تخويفاً من نزول العذاب العاجل كالطليعة والمقدمة له.
وفيه مدح للصحابة الذين سعدوا بصحبة خير البشر ولزموا طريقته، وذم لمن عدل عن الطريق المستقيم.
وإنما طلب فضله من الماء كيلا يظن أنه صلى الله عليه وسلم موجد للماء، فإن الإيجاد إليه سبحانه وإليه أشار بقوله صلى الله عليه وسلم: ((والبركة من الله)) أي أن هذا الذي رأيتم من زيادة الماء أيضاً ليس مني، إنما هو بركة من الله تعالى وفضله.
مح: في كيفية هذا النبع وجهان حكاهما القاضي وغيره.
أحدهما: أن الماء كان يخرج من نفس أصابعه وينبع من ذاتها، وهو قول المزني وأكثر العلماء، وهو أعظم في المعجزة من نبعه من حجر، ويؤيده ما جاء في رواية: ((فرأيت الماء ينبع من أصابعه)).
وثانيهما: أنه تعالى أكثر الماء في ذاته فصار يفور من بين أصابعه.
قوله: ((حي على الطهور)) تو: يريد هلم وأقبل عليه، فتحت الياء لسكونها وسكون ما قبلها، والعرب تقول: حي على الثريد وهو كفعل الأمر.
الحديث الثاني والأربعون عن أبي قتادة رضي الله عنه: