للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩١٠ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً. كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقل الماء. فقال: ((اطلبوا فضلة من ماء)) فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء، ثم قال: ((حي على الطهور المبارك، والبركة من الله)) ولقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. رواه البخاري.

٥٩١١ - وعن أبي قتادة، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم، وتأتون الماء إن شاء الله غداً)) فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد. قال أبو قتادة: فبينام رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى ابهار الليل فمال عن الطريق، فوضع رأسه، ثم قال: ((احفظوا علينا صلاتنا)) فكان أول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره، ثم قال: ((اركبوا)) فركبنا. فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل، ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء، فتوضأ منها وضوء دون وضوء. قال:

ــ

قوله: ((لا يلوي أحد على أحد)) أي لا يلتفت ولا يعطف عليه، ولا يصرف همه إليه، بل يمشي كل واحد على حدته من غير أن يراعي الصحبة لاهتمامه بطلب الماء.

و ((إبهار الليل)) أي انتصف، وبهرة كل شيء وسطه.

وقيل: ابهار الليل إذا طلعت نجومه واستنارت.

قوله: ((بميضأة)) فا: هي على مفعلة ومفعالة، وميضأة مطهرة كبيرة يتوضأ منها.

قوله: ((دون وضوء)) أي دون وضوء كامل، أي وضوء خفيفاً لقلة الماء.

قوله: ((فلم يعد أن رأى الناس)) لم يضبط الشيخ محيي الدين هذه اللفظة، وفي أكثر نسخ المصابيح وقعت بفتح الياء والسكون العين وضم الدال، وإثبات الفاء في قوله: ((فتكابوا)) وليس في صحيح مسلم ولا شرحه الفاء.

و ((أن رأى الناس)) يحتمل أن يكون فاعلاً أي لم تتجاوز رؤية الناس الماء أكبأتهم فتكابوا وأن يكون مفعولاً أي لم يتجاوز السقى أو الصب رؤية الناس الماء في تلك الحالة وهي كبهم عليه.

قوله: ((فتكابوا عليها)) أي ازدحموا على الميضأة مكباً بعضهم على بعض.

قوله: ((أحسنوا الملأ)) فا: الملأ حسن الخلق، وقيل: للخلق الحسن ملأ لأنه أكرم ما فيه الرجل وأفضله، من قولهم لكرام القوم ووجوههم: ملاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>