للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فنظرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فيه ثم قال: ((أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها)). فأرسلت المرأة تقول: يا رسول الله: إني أرسلت إلى النقيع- وهو موضع يباع فيه الغنم- ليشتري لي شاة، فلم توجد، فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن يرسل بها إلى بثمنها، فلم يوجد، فأرسلت إلى امرأته، فأرسلت إلي بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أطعمي هذا الطعام الأسرى)). رواه أبو داود، والبيهقي في ((دلائل النبوة)). [٥٩٤٢]

٥٩٤٣ - وعن حزام بن هشام، عن أبيه، عن جده حبيش بن خالد- وهو أخو أم معبد- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخرج من مكة خرج مهاجراً إلى المدينة، هو وأبو بكر، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله الليثي، مروا على خيمتي أم معبد، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك. وكان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ((ما هذه

ــ

قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا.

قال: صفيه لي يا أم معبد.

قالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه لم تعبه نحلة ولم تزر به صقلة، وسيم قسيم، في عينه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صهل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزج أقرن، إن صمت عليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق، فصل لانزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود، لا عابس ولا مفند.

قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.

وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول:

جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمة أم معبد

هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد

فيال قصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجازى وسودد

<<  <  ج: ص:  >  >>