٥٩٩٢ - وعن عمران بن حصين، قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكره ثلاثة أحياء: ثقيف، وبني حنيفة، وبني أمية. رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب [٥٩٩٢].
٥٩٩٣ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في ثقيف كذاب ومبير)) قال عبد الله بن عصمة يقال: الكذاب هو المختار بن أبي عبيد، والمبير هو الحجاج ابن يوسف وقال هشام بن حسان: أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مائة ألف وعشرين ألفاً. رواه الترمذي [٥٩٩٣].
٥٩٩٤ - وروى مسلم في ((الصحيح)) حين قتل الحجاج عبد الله بن الزبير قالت أسماء: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ((أن في ثقيف كذاباً ومبيراً)) فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. وسيجيء تمام الحديث في الفصل الثالث.
٥٩٩٥ - وعن جابر، قال: قالوا: يا رسول الله! أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم. قال:((اللهم اهد ثقيفاً)) رواه الترمذي [٥٩٩٥]
ــ
أحدها: اشتهارهم بهذا الاسم بأنه ثابتون في الحرب لا يفرون- على ما مر في الحديث السابق، وعليه كلام القاضي.
وثانيها: أن تكون الإضافة للاختصاص والتشريف كبيت الله وناقة الله، على ما يدل عليه قوله:((يريد الناس أن يضعوهم)).
وثالثها: أن يراد بها الشجاعة، والكلام على التشبيه، أي: الأزد أسد الله، فجاء به إما مشاكلة، أو قلب السين زاياً.
الحديث الخامس عن ابن عمر رضي الله عنهما:
قوله:((كذاب ومبير)) قض: أشار بالكذب إلى ((المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي)) قام بعد وقعة الحسين ودعا الناس إلى طلب ثأره وكان غرضه من ذلك أن يصرف إلى نفسه وجوه الناس ويتوصل به إلى تحصيل الإمارة، وكان طالباً للدنيا مدلساً في تحصيلها، وإياه عنت أسماء بقولها:((فأما الكذاب فرأيناه)) وبالمبير إلى ((الحجاج)) وهو من البوار بمعنى الهلاك.
قوله:((أحصوا ما قتل الحجاج صبراً)) أصل الصبر الحبس، وقالوا: قتل فلان صبراً أي قتل وهو مأسور ولم يقتل في معركة ولا خلسة.