بكر)) وفي رواية: ((لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً)) متفق عليه.
٦٠٢٠ - وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلاً)) رواه مسلم.
٦٠٢١ - وعن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ادعي لي أبا بكر أباك، وأخاك، حتى أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا، ولا؛ [و] يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر)) رواه مسلم وفي ((كتاب الحميدي)): ((أنا أولى)) بدل: ((أنا ولا)).
ــ
بالفتح التي هي الخصلة فإنه تخلق بخلال حسنة اختصت به، أو من التخلل فإن الحب تخلل شغاف قلبه واستولى عليه، أو من الخلة من حيث إنه صلى الله عليه وسلم ما كان يفتقر حال الافتقار إلا إليه، وما كان يتوكل إلا عليه، فيكون فعيلا بمعنى فاعل، وفي الحديث بمعنى مفعول.
وقوله: ((ولكن أخوة الإسلام)) استدراك عن مضمون الجملة الشرطية، ونحوها: كأن ليس بيني وبينه خلة ((ولكن أخوة الإسلام)) نفى الخلة المنبئة عن الحاجة وأثبت الإخاء المقتضي للمساواة.
الحديث الثاني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
قوله: ((وقد اتخذ الله)) فيه مبالغة من وجهين:
أحدهما: أنه أخرج الكلام على التجريد حيث قال: ((صاحبكم)) ولم يقل: اتخذني.
وثانيهما: ((اتخذ صاحبكم)) بالنصب عكس ما لمح إليه الحديث السابق من قوله: ((غير ربي)) فدل الحديثان على حصول المخاللة من الطرفين.
الحديث الثالث عن عائشة رضي الله عنها:
قوله: ((أن ولا)) مح: هكذا هو في بعض النسخ المعتمدة، أي يقول: أنا أحق بالخلافة ولا يستحقها غيري.
وفي بعضها: ((أنا أولى)) أي أنا أحق بالخلافة.
قال القاضي عياض: هذه الرواية أجود.
وأما طلبه لأخيها مع أبي بكر فلأن يكتب الكتاب، وهذا دليل لأهل السنة على أنا خلافة