٦٠٣٨ - وعن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي، وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره) قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: ((الدين)) متفق عليه.
٦٠٣٩ - وعن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج [في] أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر ابن الخطاب)) قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: ((العلم)) متفق عليه.
٦٠٤٠ - وعن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليه دلو؟ فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غرباً
ــ
الحديث الثالث والرابع عن ابن عمر رضي الله عنهما:
قوله: ((قميص)) ((مح)) القميص الدين، وجره يدل على بقاء آثاره الجميلة وسنته الحميدة في المسلمين بعد وفاته ليقتدي به.
وأما تفسير اللبن بالعلم فلكثرة الانتفاع بهما، وفي أنهما سبباً الصلاح، فاللبن غذاء الإنسان وسبب صلاحهم وقوة أبدانهم، والعلم سبب في صلاح الدنيا والآخرة وغذاء للأرواح.
الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه:
قوله: ((رأيتني على قليب)) قض: لعل القليب إشارة إلى الدين الذي هو منبع ما به تحي النفوس، وهو أمر المعاش.
ونزع الماء منها إشارة إلى إشاعة أمره وإجراء حكمه والقيام لمراسمه وسياساته.
وتناوبهم في ذلك إشارة إلى أن هذا الأمر ينتهي من الرسول صلوات الله عليه إلى أبي بكر، ومنه إلى عمر.
ونزع أبي بكر ذنوباً أو ذنوبين إشارة إلى قصر مدة خلافته وأن الأمر إنما يكون بيده سنة أو سنتين ثم ينتقل إلى عمر، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر.
وضعفه: فيه إشارة إلى ما كان فيه أيامه من الاضطراب والارتداد واختلاف الكلمة، أو إلى ما كان له من لين الجانب وقلة السياسة والمداراة مع الناس، ويدل على هذا قوله: ((غفر الله ضعفه)) وهو اعتراض ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلم أن ذلك موضع ومغفور عنه غير قادح في منصبه.