٦٢٠٣ - وعن أبي موسى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:((يا أبا موسى! لقد أعطيت مزماراً من مزامير آل داود)). متفق عليه.
٦٢٠٤ - وعن أنس، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: أبي ابن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قيل لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي. متفق عليه.
ــ
الحديث الثامن عن أبي موسى رضي الله عنه:
قوله:((مزماراً)) ((قض)): المزمار هاهنا مستعار للصوت الحسن والنغمة الطيبة، أي أعطيت حسن صوت يشبه بعض الحسن الذي كان لصوت داود عليه الصلاة والسلام.
والمراد بآل داود: نفسه، والآل [مفخم] إذا لم يكن له آل مشهور بحسن الصوت، بل المشهود له به هو نفسه.
الحديث التاسع عن أنس رضي الله عنه:
قوله:((جمع القرآن)) أي حفظوه أجمع.
((مح)): قال المازري: هذا الحديث مما تعلق به بعض الملاحدة في تواتر القرآن، وجوابه من وجهين.
أحدهما: بأنه ليس فيه تصريح بأن غير الأربعة لم يجمعه، فيكون المراد: الذين أعلمهم من الأنصار أربعة، والمراد نفي علمه لا نفي غيره من القراء، وقد روي عن مسلم: حفظ جماعات من الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر المازري منهم خمسة عشر صحابياً، وثبت في الصحيح أنه قتل يوم اليمامة سبعون ممن جمع القرآن، وكانت اليمامة قريبة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء الذين قتلوا من جامعيه يومئذ فكيف الظن بمن لم يقتل ممن حضرها ومن لم يحضرها؟ ولم يذكر في هؤلاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. ونحوهم من كبار الصحابة الذين يبعد كل البعد أنهم لم يجمعوه مع كثرة رغبتهم في الخير وحرصهم على ما هو دون ذلك من الطاعات، وكيف يظن هذا بهم ونحن نرى أهل عصرنا يحفظه منهم في كل بلدة ألوف.
وثانيهما: أنه لو ثبت أنه لم يجمعه إلا الأربعة لم يقدح في تواتره، إذ ليس من شرط التواتر أن ينقل جميعهم جميعه، بل إذا نقل كل جزء عدد التواتر صارت الجملة متواترة بلا شك.
وقال التوربشتي: المراد من الأربعة أربعة من رهط أنس وهم الخزرجيون.