للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: ((اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ)). متفق عليه.

٦٢٠٧ - وعن البراء، قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير، فجعل أصحابه يمسونها ويتعجبون من لينها، فقال ((أتعجبون من لين هذه؟)) لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين)). متفق عليه.

ــ

وفيه بيان فضيلة (مصعب بن عمير)) وأنه ممن لم ينقص له من ثواب الآخرة شيء.

الحديث الحادي عشر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

قوله: ((اهتز العرش)) ((مح)): اختلفوا في تأويله، فقال طائفة: هو على ظاهره، واهتزاز العرش تحركه فرحاً بقدوم روح سعد، وجعل الله في العرش تمييزاً ولا مانع منه، كما قال: {وإن منها لما يهبط من خشية الله}. وهذا القول هو المختار.

وقال المازري: قال بعضهم: هو على حقيقته لا ينكر هذا من جهة العقل، لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون.

قال: لكن لا يبعد أن يحمل ذلك على حصول فضيلة سعد، إلا أن يقال: إن الله تعالى جعل حركته علامة للملائكة على موته.

وقيل: المراد اهتزاز أهل العرش- وهم حملته وغيرهم من الملائكة- فحذف المضاف.

والمراد بالاهتزاز الاستبشار، ومنه قول العرب: فلان يهتز للمكارم، لا يريدون اضطراب جسمه وحركته، وإنما يريدون ارتياحه إليها وإقباله عليها.

وقال الحربي: هو كناية عن تعظيم شأن وفاته، والعرب تنسب الشيء المعظم إلى أعظم الأشياء، فيقولون: أظلمت الأرض لموت فلان، وقامت له القيامة.

وقالت الجماعة: المراد بالاهتزاز اهتزاز سرير الجنازة، وهو النعش، وهذا القول باطل يرده الرواية الأخرى، وإنما أولوا هذا التأويل لأنه لم تبلغهم الرواية الأخرى.

الحديث الثاني عشر عن البراء رضي الله عنه:

قوله: ((لمناديل)) ((مح)): جمع مناديل وهو هذا الذي يحمل في اليد، قال ابن الأعرابي وغيره: هو مشتق من الندل، وهو النقل؛ لأنه ينقل من واحد إلى واحد.

وقيل: من الندل وهو الوسخ؛ لأنه يندل به.

((خط)): إنما ضرب المثل بالمناديل لأنها ليست من علية الثياب بل هي تبتذل في أنواع من المرافق، فتمسح بها الأيدي، وينفض بها الغبار عن البدن، ويغطى بها ما يهدي في الأطباق،

<<  <  ج: ص:  >  >>