للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجل على وجهه أثر الخشوع، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما، ثم خرج وتبعته، فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل من أهل الجنة. قال: والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، فسأحدثك لم ذاك؟ رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة- ذكر من سعتها وخضرتها- وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي: ارقه. قلت: لا أستطيع، فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي، فرقيت حتى كنت في أعلاه، فأخذت بالعروة، فقيل: استمسك، فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة؛ العروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت، وذلك الرجل عبد الله بن سلام)). متفق عليه.

ــ

الحديث الخامس عشر عن قيس بن عباد:

قوله: ((تجوز فيهما)) أي خففهما.

((نه)): في الحديث: ((فأتجوز في صلاتي)) أي أخففها وأقللها.

قوله: ((ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم)) ((مح)): هذا إنكار من عبد الله بن سلام عليهم حيث قطعوا له بالجنة، فيحتمل أن هؤلاء بلغهم خبر سعد بن أبي وقاص أن ابن سلام من أهل الجنة ولم يسمع هو ذلك، ويحتمل أنه كره الثناء عليه بذلك تواضعاً وإيثاراً للخمول وكراهية للشهرة.

أقول: فعلى هذا الإشارة بقوله ((ذاك)) إلى إنكاره أياهم، يعني: إني أحدثك بسبب إنكاري عليهم، وهو أني رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ... إلى آخره، وهذا لا يدل على النص بقطع النبي صلى الله عليه وسلم على أني من أهل الجنة كما نص على غيري.

ويمكن أن تكون الإشارة بذاك إلى قولهم: هذا رجل من أهل الجنة، يعني لا ينبغي لأحد ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه أن يقول بما لا يعلم، فإنهم علموا بذلك وقالوا، وأنا أيضاً أقول: رأيت رؤيا ... الخ.

ويحقق هذا قوله: فاستيقظت وإنها لفي يدي، وكانت رؤياه هذه كشفاً كشفه الله تعالى عليه كرامة له.

قوله: ((منصف)) ((مح)): هو- بكسر الميم وفتح الصاد-.

قال القاضي عياض: هو- بفتح الميم- وهو الخادم، وقالوا: هو الوصيف الصغير المدرك للخدمة.

قوله: ((العروة الوثقى)) الوثقى من الحبل الوثيق المحكم المأمون انقطاعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>