٦٢١١ - عن أنس، قال: كان ثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصار، فلما نزلت:{يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} إلى آخر الآية جلس ثابت في بيته، واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال:((ما شأن ثابت؟ أيشتكي؟)) فاتاه سعد، فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بل هو من أهل الجنة)) رواه مسلم.
٦٢١٢ - وعن أبي هريرة، قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت سورة الجمعة، فلما نزلت {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قالوا: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: وفينا سلمان الفارسي، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال: ((لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء)). متفق عليه.
٦٢١٣ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم حبب عبيدك هذا)). يعني أبا هريرة ((وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين)). رواه مسلم.
٦٢١٤ - وعن عائذ بن عمرو، أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال
ــ
الحديث السادس عشر والسابع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه:
قوله:((وآخرين منهم)) هذا يدل على أن يكون ((آخرين)) عطفاً على ((الأميين)) يعني أن الله تعالى بعثه في الأميين الذين على عهده، وفي آخرين من الأميين لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون بهم، وهم الذين بعد الصحابة رضوان الله عليهم.
قوله:((من هؤلاء)) جمع اسمك الإشارة والمشار إليه ((سلمان)) وحده إرادة للجنس، ويحتمل أن يراد بهم العجم كلهم لوقوعه مقابلا للأميين وهم العرب، وأن يراد به أهل فارس.
ولو هاهنا بمعنى أن لمجرد الفرض والتقدير على سبيل المبالغة.