في نفر، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها. فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك)) فأتاهم، فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي. رواه مسلم.
٦٢١٥ - وعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)). متفق عليه.
٦٢١٦ - وعن البراء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)). متفق عليه.
٦٢١٧ - وعن أنس، قال: إن ناساً من الأنصار قالوا حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالاً من قريش المائة من الإبل، فقالوا:
ــ
قوله:((ما أخذت سيوف الله)) ما فيه نافية، وأما ((مأخذها)) فقيل: مفعول به، وقيل: مفعول فيه، يجوز أن يكون مصدراً، والكلام إخبار فيه معنى الاستفهام المتضمن للاستبطاء، استعار الأخذ للسيف تشبيها له بمن له حق على صاحبه وهو يلزمه ويطالبه، والغريم يمتنع عن إيفاء حقه ويماطله.
قوله:((لا)) يجب أن يوقف عليه، ويستأنف من قوله:((يغفر الله لك)) ولو زاد ((واو)) كما في جاب اليزيدي عن سؤال المأمون: ((لا وجعلني الله فداءك)) لحسن موقعه.
قوله:((يا أخي)) الظاهر أن يقال: ((يا أخانا)) ولعله حكاية عن قول كل واحد.
((مح)): ضبطوه بضم الهمزة على التصغير، وهو تصغير تحبيب، وفي بعض النسخ بفتحها.
الحديث العشرون عن أنس رضي الله عنه:
قوله:((آية الإيمان حب الأنصار)) وإنما كان كذلك لأنهم تبوءوا الدار والإيمان، وجعلوه مستقراً ومستوطناً لهم، لتمكينهم منه استقامتهم عليه، كما جعلوا المدينة كذلك، فمن أحبهم فذلك من كمال إيمانه، ومن بغضهم فذلك من علامة نفاقه.
الحديث الحادي والعشرون والثاني والعشرون عن أنس رضي الله عنه: