للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار، والناس دثار، إنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)). رواه البخاري.

٦٢١٩ - وعنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن)). فقالت الأنصار: أما الرجل فقد

ــ

الله عليهم ما نالوا بذلك [بآلة] لأجل رضى الله ورضى رسوله، وإعلاء دين الله وسنة رسوله.

والأنصار وإن اتصفوا بصفة: النصرة والإيثار والمحبة والإيواء، لكنهم مقيمون في مواطنهم ساكنون بين أقاربهم وأحبابهم، وحسبك شاهداً في فضل المهاجرين قوله هذا؛ لأن فيه إشارة إلى جلالة رتبة الهجرة فلا يتركها، فهو نبي مهاجري لا أنصاري.

قوله: ((ولو سلك الناس وادياً)) ((خط)): أراد أن أرض الحجاز كثيرة الأودية والشعاب، فإذا ضاق الطريق عن الجميع فسلك رئيس شعباً اتبعه قومه حتى يفضوا إلى الجادة.

وفيه وجه آخر: أراد بالوادي الرأي والمذهب، كما يقال: فلان في واد وأنا في واد.

وقيل: أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حسن موافقته إياهم، وترجيحهم في ذلك على غيرهم، لما شاهد فيهم من حسن الوفاء بالعهد، وحسن الجوار، وما أراد بذلك وجوب متابعته أياهم، فإن متابعته حق على كل مؤمن؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو المتبرع المطاع، لا التابع المطيع.

والشعار: الثوب الذي يلي شعر البدن.

والدثار: الذي فوقه.

شبه الأنصار بالشعار لرسوخ صداقتهم، وخلوص مودتهم.

والأثرة: - بفتح الهمزة والثاء- من آثر يؤثر إيثاراً، إذا أعطى، واستأثر صاحبه بالشيء على غيره يعني يستأثر عليكم فيفضل غيركم نفسه عليكم فاصبروا على ذلك حتى تلقوني.

الحديث الرابع والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)) إنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك حين أسلم أبو سفيان، وقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا رجل حب الفخر، فاجعل له شيئاً، قال: ((نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)).

قوله: ((أما الرجل فقد أخذته رأفة)) فإن قلت: كيف قالوا ذلك مع قوله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً}؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>