للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٥١ - وعن أنس، عن أبي طلحة، قال: قال [لي] رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقرئ قومك السلام، فإنهم ما علمت أعفة صبر)). رواه الترمذي [٦٢٥١].

٦٢٥٢ - وعن جابر، أن عبداً لحاطب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو حاطباً إليه، فقال: يا رسول الله! ليدخلن حاطب النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذبت، لا يدخلها فإنه قد شهد بدراً والحديبية)). رواه مسلم.

٦٢٥٣ - وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {وإن تتولو يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} قالوا: يا رسول الله! من هؤلاء الذين ذكر الله، إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال: ((هذا وقومه، ولو كان [الدين] عند الثريا، لتناوله رجال من الفرس)). رواه الترمذي [٦٢٥٣].

٦٢٥٤ - وعنه، قال: ذكرت الأعاجم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأنا بهم- أو ببعضهم- أوثق مني بكم- أو ببعضكم-)) رواه الترمذي [٦٢٥٤].

ــ

قوله: ((أعفه)) جمع عفيف، مرفوع خبر إن، و ((ما عملت)) معترضة و ((ما)) موصولة، والخبر محذوف، أي الذي علمت منهم أنهم كذلك يتعففون عن السؤال، ويتحملون الصبر عند القتال، وهو مثل ما في الحديث يقلون عند الطمع، ويكثرون عند الفزع.

الحديث الثالث والعشرون إلى الحديث الخامس والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((لأنا بهم أو ببعضهم)) ((أنا)) مبتدأ، و ((أوثق)) خبره، و ((مني)) صلة أوثق، والباء في ((بهم)) مفعول، و ((أو)) في ((أو ببعضكم)) عطف على ((بهم)) والباء في ((بكم)) مفعول فعل مقدر يدل عليه ((أوثق)) و ((أو)) في ((أو بضعكم)) عطف على بكم، أو متعلق أيضاً بأوثق إذ هو في قوة الوثوق وزيادة، فكأنه فعلان جاز يعمل في مفعولين، أو بآخر دل عليه الأول، والمعنى وثوقي واعتمادي بهم أو ببعضهم أكثر من وثوقي بكم أو ببعضكم- انتهى كلامه-.

قيل: فيه تعظيم الأعاجم.

أقول: الأول من باب العطف على الانسحاب، والثاني من باب العطف على التقدير، والمخاطبون بقوله: ((بكم أو ببعضكم)) قوم مخصوصون دعوا إلى الإنفاق في سبيل الله فتقاعسوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>