٦٢٧٢ - عن أنس، عن زيد بن ثابت، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن، فقال:((اللهم أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومدنا)). رواه الترمذي [٦٢٧٢].
٦٢٧٣ - وعن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى للشام)) قلنا: لأي ذلك يا رسول الله؟ قال:((لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها)). رواه أحمد، والترمذي [٦٢٧٣].
٦٢٧٤ - وعن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستخرج نار من نحو حضر موت، أو من حضر موت، تحشر الناس)) قلنا: يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال:((عليكم بالشام)). رواه الترمذي [٦٢٧٤].
ــ
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه:
قوله:((أقبل بقلوبهم)) ((تو)): وجه التناسب بين الفصلين أن أهل المدينة ما زالوا في شدة من العيش، وعوز من الزاد، لا تقوم أقواتهم بحاجتهم، فلما دعا الله بأن يقبل عليهم بقلوب أهل اليمن إلى دار الهجرة، وهم الجم الغفير دعا الله بالبركة في طعام أهل المدينة ليتسع على القاطن بها، والقادم عليها، فلا يسأم المقيم من القادم عليه، ولا تشق الإقامة على المهاجر إليها.
الحديث الثاني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه:
قوله:((طوبى للشام)) هو مصدر من طاب كبشرى وزلفى، ومعنى طوبى لك: أصبت خيراً وطيباً.
وقوله:((لأي ذلك؟ ((كذا في جامع الترمذي على حذف المضاف إليه، أي لأي سبب قلت ذلك؟ وقد أثبت في بعض نسخ المصابيح لفظ ((شيء)).
الحديث الثالث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
قوله:((نار من حضر موت)) ((تو)): يحتمل أنها رأي عين وهو الأصل، ويحتمل أنها فتنة عبر عنها بالنار، وعلى التقديرين فالوجه فيه أنها قبل قيام الساعة، لأنهم قالوا:((فما تأمرنا؟)) يعنون في التوقي عنها، فقال:((عليكم بالشام)).