باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا)). رواه أبو داود [٦٢٧٥].
٦٢٧٦ - وعن ابن حوالة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيصير الأمر أن تكونوا جنوداً مجندة، جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق)) فقال ابن حوالة: خرلي يا رسول الله! إن أدركت ذلك. فقال: ((عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم عليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم، فإن
ــ
تو: نفس الله ذاته، وهو وإن كان من حيث حصل له مضاف ومضاف إليه يقتضي المغايرة وإثبات شيئين من حيث الغيار على سبيل الاتساع، وتعالى الله الملك عن الأثنوية ومشابهة المحدثات علواً كبيراً.
قوله: ((تحشرهم النار مع القردة والخنازير)) مظ: النار هاهنا الفتنة، يعني تحشرهم نار الفتنة التي هي نتيجة أفعالهم القبيحة، وأقوالهم، مع القردة والخنازير لكونهم متخلقين بأخلاقهم، فيظنون أن الفتنة لا تكون إلا في بلدانهم فيختارون جلاء أوطانهم ويتركونها، والفتنة تكون لازمة لهم ولا تنفك عنهم حيث يكونون وينزلون.
أقول: قوله: ((تلفظهم أرضوهم إلخ)) جمل مستأنفات مبنية لقوله: ((ويبقى في الأرض شرار أهلها)) كأنه سئل: فما حال الأشرار الباقية؟ فقيل: تلفظهم أرضوهم، أي ترميهم وتقذفهم من أرضيهم إلى أخرى، وليس لهم فيها قرار.
ثم قيل: ومعاملة الله معهم؟ فقيل: يقذرهم فيبعدهم عن مظان رحمته ومحل كرامته.
ثم قيل: ما مآل آمرهم حينئذ؟ فيقل: تحشرهم النار مع القردة والخنازير.
وقوله: ((تبيت معهم)) إما جملة مؤكدة لما قبلها، أو حال منها.
الحديث الخامس عن ابن حوالة رضي الله عنه:
قوله: ((فإنها خيرة الله)) الخيرة بسكون الياء اسم من خار، فأما بالفتح فهي الاسم من قولك: اختاره الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم خيرة الله من خلقه، يقال بالفتح والسكون.
قوله: ((فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم)) تو: هذا كلام معترض أدخله بين قوله: ((عليكم بالشام)) وبين قوله: ((واسقوا من غدركم)) أي ألزموا الشام واسقوا من غدركم.
((فإن الله تكفل لي بالشام وأهلها)) رخص لهم في النزول بأرض اليمن، ثم عاد على ما بدأ منه، وإنما أضاف اليمن إليهم لأنه خاطب به العرب، واليمن من أرض العرب.