٦٢٨٥ - وعن معاوية، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)). متفق عليه.
وذكر حديث أنس ((إن من عباد الله)) في: ((كتاب القصاص)).
الفصل الثاني
٦٢٨٦ - عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل أمتي مثل المطر، لا يدري أوله خير أم آخره)) رواه الترمذي [٦٢٨٦].
ــ
أقول:((لو)) هنا كما في قوله تعالى: {ربما يود الذين كفورا لو كانوا مسلمين} فلابد لقوله: ((يود)) من مفعول، فلو مع ما بعده نزل منزلته، كأنه قيل: يود أحدهم ويحب أحدهم ما يلازم قوله: لو رآني بأهله أن يفدي أهله وماله ليراني.
الحديث الثالث عن معاوية رضي الله عنه:
قوله:((لا يزال من أمتي أمة قائمة)) تو: الأمة القائمة بأمر الله وإن اختلف فيها فإن المعتد به من الأقاويل: أنها الفئة المرابطة بثغور الشام نضر الله بهم وجه الإسلام، لما في بعض طرق هذا الحديث:((وهم بالشام)) وفي بعضها: ((حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال)) وفي بعضها: قيل: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس)).
فإن قيل: ما وجه هذا الحديث وما في معناه من الأحاديث التي وردت في الشام، وقد عاثت الذئاب في القطيع، وعبرت الجنود العاتية على الفرات، واستباحت ما وراءه من البلاد كنبيح وسروج وحلب وما حولها؟
قلت: إنما أراد بقوله: لا يضرهم كل الضرر، وقد أضر الكفار يوم أحد بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، ولما كانت العاقبة للتقوى لم يعد ذلك ضرراً عليهم، مع أن الفئة الموعود لهم بالنصرة على عدوهم هم الجيوش الغازية بها، ولم يصبهم بحمد الله إلى اليوم غضاضة ولا هوان.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه:
قوله:((لا يدري أوله خير)) ((تو)) لا يحمل هذا الحديث على التردد في فضل الأول على الآخر، فإن القرن الأول هم المفضلون على سائر القرون من غير [مثنوية]، ثم الذين يلونهم، ثم الذين