٣٥١ - وعن رويفع بن ثابت، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رويفع! لعل الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر الناس أن من عقد لحيته، أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع دابة، أو عظم؛ فإن محمداً بريء منه)). رواه أبو داود [٣٥١].
ــ
مسلمون حيث سماهم إخواناً للمسلمين، وأنهم يأكلون. روى الحافظ أبو نعيم في دلائل النبوة قال صلى الله عليه وسلم لابن مسعود في ليلة وفود الجن:((أولئك جن نصيبين جاءوني فسألوني المتاع- والمتاع الزاد- فمتعتهم بكل عظم حائل أو روثة أو بعرة، قلت: وما يغني منهم ذلك؟ قال: إنهم لا يجدون عظماً إلا وجدوا عليه لحمه الذي كان عليه يوم أخذ، ولا روثة إلا وجدوا منها حبها الذي كان فيها يوم أكلت، فلا يستنج أحدكم بعظم ولا روثة)). فعلي هذا يعود الضمير في ((فإنه)) إلي الروث والعظام باعتبار المذكور، كما ورد في شرح السنة، وجامع الأصول، وبعض نسخ المصابيح، وفي بعضها وفي جامع الترمذي ((فإنها))، فالضمير للعظام، والروث تابع لها، وعليه قوله وتعالي:{وإذا رأوا تارة أو لهواً}.
الحديث التاسع عن رويفع: قوله: ((ستطول بك)) الباء للإلصاق، والسين للتأكيد في الاستقبال، والفاء في ((فأخبر)) جزاء شرط محذوف، والتقدير لعل الحياة ستمتد ملتصقاً بك ومستمراً، فإذا طالت الحياة فأخبر. وفيه إظهار للمعجزة بإخباره عن الغيب من تغيير يحصل في الدين بعد القرن الأول، وأن هذه الأمور المذكورة مهتم بشأنها، ومن ثم عدل إلي الاسم المظهر من المضمر، حيث لم يقل:((فإني بريء)) إظهاراً للموجدة والغضب.
قوله:((من عقد)) ((فا)): قيل: هو معالجتها حتى تنعقد وتتجعد، من قولهم: جاء فلان عاقداً عنقه، إذا لواه تكبراً. وقيل: كانوا يعقدونها في الحروب، فأمرهم صلوات الله عليه بإرسالها، لما فيها من التأنث.
قوله:((أو تقلد وتراً)) قال أبو عبيدة: الأشبه أنه نهي عن تقليد الخيل أوتار القسي لئلا تصيبها العين، أو مخافة اختناقها به، لاسيما عند شدة الركض. روى أنه صلوات الله عليه أمر بقطع الأوتار من أعناق الخيل تنبيهاً به علي أنها لا ترد شيئاً من قدر الله، وأن الله هو الصارف للبلايا، والحافظ عن المكاره.
الحديث العاشر عن أبي هريرة: قوله: ((من استجمر فليوتر)) في الاستجمار بالوتر إشارة إلي