للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

٣٨١ - عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)). رواه الشافعي، وأحمد، والدارمي، والنسائي، ورواه البخاري في ((صحيحه)) بلا إسناد.

٣٨٢ - وعن أبي أيوب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربع من سنن المرسلين:

ــ

أو أن يراد به الماء الذي يغسل به، فيكون مضافاً إلي الفاعل علي معنى التعدية، والانتقاص يكون متعدياً ولازماً، قال عدى بن الوغلا:

لم ينتقص مني المشيب قلامة الآن حين بدا ألب وأكيس

((إعفاء اللحية)) توفيرها، يقال: عفا الشعر والنبت إذا كثر، وعفوت أنا وأعفيته لغتان، وقص اللحية كان من صنيع الأعاجم، وهو اليوم شعار كثير من المشركين، كالأفرنج، [والهنود]، ومن لا خلاق له في الدين من الفرق الموسومة بالقلندرية- طهر الله عنهم حوزة الدين.

قوله: ((نسيت)) الاستثناء مفرغ، و ((نسيت)) مؤول، أي لم أتذكره العاشرة فيما أظن شيئاً من الأشياء إلا أن يكون المضمضة. ((حس)): الختان وإن كان مذكوراً في جملة السنن فإنه واجب عند كثير من العلماء، وذلك أنه من شعار الدين، وبه يعرف المسلم من الكافر، قال بعضهم: الدليل علي وجوب الختان أن ستر العورة واجب، وكشفه جائز لحاجة الختان، فلو لم يكن الختان واجباً لما جاز ترك الواجب لتحصيل المندوب. وأيضاً قطع عضو سليم حرام، وهاهنا جائز، فلو لم يكن القطع واجباً لبقى أصل التحريم علي ما كان. وأيضاً إذا لم يختن بقى البول في القلفة، فيمنع صحة الصلاة.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن عائشة: قوله: ((مطهرة)) ((مظ)): هي مصدر ميمي يحتمل أن يكون بمعنى الفاعل، أي مطهر للفم، وكذا ((المرضاة))، أي محصل لرضي الله تعالي. ويجوز أن يكون بمعنى المفعول، أي مرضي للرب. وأقول: يمكن أن يقال: إنهما مثل ((مبخلة ومجبنة))، أي السواك مظنة للطهارة والرضي، أي يحمل السواك الرجل علي الطهارة ورضي الله، وعطف ((مرضاة)) يحتمل الترتب بمعنى الإخبار عنهما، وتفويض الترتيب إلي الذهن، فتكون الطهارة به علة الرضا، وأن تكونا مستقلين في العلية.

الحديث الثاني عن أبي أيوب: قوله: ((أربع)) اختصر ((مظ)) كلام التوربشتي حيث قال: في الحياء ثلاث روايات: إحداها- بالحاء المهملة وبالياء التحتإنية- يعني به أن ما يقتضي الحياء من

<<  <  ج: ص:  >  >>