للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها- فأنعم أن يبرد بها-، وصلي العصر والشمس مرتفعة- أخرها فوق الذي كان-، وصلي المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلي العشاء بعد ما ذهب ثلث الليل، وصلي الفجر فأسفر بها. ثم قال: ((أين السائل عن وقت الصلاة؟)). فقال الرجل: أنا يا رسول الله! قال: ((وقت صلاتكم بين ما رأيتم)). رواه مسلم.

ــ

لا طويل ولا قصير- فنصف الليل الأوسط يكون بالنسبة إلي ليل قصير أكثر من نصفه، وبالنسبة إلي ليل طويل أقل من نصفه. وقوله: ((قرني الشيطان)) ذكر فيه وجوه: أحدها: أن الشيطان ينتصب قائماً في وجه الشمس عند طلوعها ليكون طلوعها بين قرنيه أي فوديه، فيكون مستقبلاً لمن يسجد للشمس، فتصير عبادتهم له، فنهوا عن الصلاة في ذلك الوقت مخالفة لعبدة الشيطان. وثإنيها: أن يراد بقرنيه حزباه اللذان يبعثهما حينئذ لإغواء الناس، يقال: هؤلاء قرن أي نشر. وثالثها: أنه من باب التمثيل، شبه الشيطان فيما يسول لعبدة الشمس ويدعوهم إلي معاندة الحق بذوات القرون التي تعالج الأشياء وتدافعها بقرونها. ورابعها: أن يراد بالقرن القوة، من قولهم: أنا مقرن له أي مطيع له، ومعنى التثنية تضعيف القوة، كما في قوله (عليه الصلاة والسلام) في حديث يأجوج ومأجوج: ((قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم))، أي لا قدرة ولا طاقة، ويقال: ما لي في هذا الأمر يد ولا يدان، كقول الحجاج: بقتالهم اضربا عنقه، ومنه قوله تعالي {ألقيا في جهنم} والمختار هو الوجه الأول؛ لمعاضدته الروايات.

الحديث الثالث عن بريدة (رضي الله عنه): قوله: ((فأذن)) فيه حذف أي أمر بلالا بالأذان فأذن. و ((بيضاء نقية)) أي لم تختلط بها صفرة فهي صافية، و ((أن)) في ((فلما أن كان)) زائدة مؤكدة كقوله تعالي: {فلما أن جاء البشير}. ((مظ)): كان تامة، أي فلما دخل أو حصل اليوم الثاني، وجواب ((لما)) ((أمره فأبرد)) أي أمره بالإبراد، فقال: ((أبرد بالظهر فأبرد)). وقوله: ((فأنعم أن يبرد بها)) بدل من قوله: ((فأبرد بها)) أي فزاد علي الإبراد وبالغ فيه حتى انكسر الحر، وهذا مثل قولك: ((أحسن إلي فلان وأنعم)) أي بالغ في الإحسان. ((فا)): حقيقة الإبراد الدخول في البرد، كقولك: أظهرنا ((والباء)) للتعدية، والمعنى أدخل الصلاة في البرد، ((خط)): الإبراد هو أن تتفيأ الأفناء وينكسر وهج الحر، فهو برد بالإضافة إلي حر الظهيرة. ((نه)): أسفر الصبح إذا انكشف وأضاء وأسفر بها، أي أخرها إلي أن يطلع الفجر الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>