للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٤ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي تفوته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله)). متفق عليه.

٥٩٥ - وعن بريدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله)). رواه البخاري.

٥٩٦ - وعن رافع بن خديج، قال: كنا نصلي المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله. متفق عليه.

ــ

الحديث السابع عن ابن عمر (رضي الله عنه): قوله: ((وتر أهله)) ((فا)): أي خرب أهله وماله وسلب، من وتر بفلان إذا قتل حميمه أو نقص وقلل، من الوتر وهو الفرد، ومنه قوله تعالي: {لن يتركم أعمالكم} ويروي بنصب الأهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولا ثإنياً لوتر، وأضمر فيها مفعولاً أقيم مقام الفاعل عائداً إلي ((الذي تفوته)) ومن رفع لم يضمر، وأقام الأهل مقام الفاعل؛ لأنهم المصابون المأخوذون؛ فمن رد النقض إلي الرجل نصبهما، ومن رده إلي الأهل والمال رفعهما. قال ابن عبد البر: ويحتمل أن يلحق بالعصر باقي الصلاة، ويكون نبه بالعصر علي غيرها.

الحديث الثامن عن بريدة (رضي الله عنه): قوله: ((حبط عمله)) حبط عمله حبطا وحبوطاً بطل ثوابه، وليس ذلك من إحباط ما سبق من عمله؛ فإن ذلك في حق من مات مرتداً، كقوله تعالي: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} بل يحمل الحبوط علي عمله في يومه، أي لاسيما في الوقت الذي يقرب أن ترفع أعمال العباد إلي الله تعالي. وأما دلالة الآية علي اختصاص إحباط عمل المرتد دون غيره، فإن ((من)) شرطية، وكان من حق الظاهر أن يقال: من يرتدد فيمت كافراً فحبط عمله، قدم معنى الضمير المجرور أي في عمله، وجعله اسم إشارة وبني الخبر عليه؛ لإفادته الاختصاص، عرفه من ذاقه، ولأهل السنة دلائل في الأصول رداً علي المعتزلة مشهورة لا يهمنا الآن ذكرها.

الحديث التاسع عن رافع (رضي الله عنه): قوله: ((مواقع)) أي مواضع وقوع سهمه. يعني يصلي المغرب في أول الوقت بحيث لو رمي سهم يرى أين سقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>