٦٠٤ - وعن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس في النوم تفريط؛ إنما التفريط في اليقظة. فإذا نسى أحدكم صلاة أو نام عنها؛ فليصلها إذا ذكرها، فإن الله تعالي قال:{وأقم الصلاة لذكري}. رواه مسلم.
الفصل الثاني
٦٠٥ - عن علي [رضي الله عنه]: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا علي! ثلاث لا
ــ
الحديث السابع عشر عن أبي قتادة (رضي الله عنه): قوله: {أقم الصلاة لذكري}((تو)): الآية تحتمل وجوها كثيرة من التأويل، ولكن الواجب أن تصار إلي وجه يوافق الحديث، لأنه حديث صحيح، فالمعنى: أقم الصلاة لذكرها؛ لأنه إذا ذكرها فقد ذكر الله، أو يقدر المضاف أي لذكر صلاتي، أو وقع ضمير الله موقع ضمير الصلاة لشرفها وخصوصيتها، ويؤيدها قراءة من قرأ ((أقم الصلاة لذكري)) وروى مسلم عن ابن شهاب أنه قرأها: ((للذكرى))، وروى النسائي أيضاً أن الزهري روى عن سعيد بن المسيب هذه القراءة، أقول: اللام الأولي بمعنى الوقت، والثانية بدل من المضاف إليه، وهو ضمير الصلاة، كأنه قيل: أقم الصلاة وقت ذكرها.
فإن قلت: ما معنى تأويل الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل الآية مستشهداً لقوله؟ قلت- والله أعلم -: إن قوله تعالي: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} جيء به تتمة لبيان موجب قوله: {وأنا اخترتك} وأن يقوم الكليم بكلمة التوحيد وعبادة الله تعالي ويداوم عليها ولا يفتر عنها لمحة، وإذا وقع فتور من نسيان أو غفلة يعود إلي ما يجب عليه من إدامة الذكر، وقد علم أن أولي مكان الذكر وأفضله هو الصلاة، فأقيم مقام ذلك الفتور إقامة الصلاة التي هي مسببة عنه إذا غفلت عن الصلاة التي هي مكان للذكر تنبيه لها واذكرني فيها. وفيه دليل علي أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن علي (رضي الله عنه): قوله: ((الصلاة إذا أتت)) ((تو)): في أكثر النسخ المقروءة ((أتت)) بالتائين، وكذا عن أكثر المحدثين، وهو تصحيف، وإنما المحفوظ من ذوي الإتقان ((آنت)) علي زنة حانت يقال: أنى يإني إني أي حان، و ((الأيم)) من لازوج له، رجلا كان أو امرأة، ثيباً كان أو بكراً، وقد آمت المرأة من زوجها تأيم أيمة وأيما وأيوما، ورجل أيم، سواء كان تزوج أم لم يتزوج، و ((الكفؤ)) المثل، وفي النكاح أن يكون الرجل مثل المرأة في الإسلام، والحرية، والصلاح والنسب، وحسن الكسب، والعمل. ((شف)). فيه دليل علي أن الصلاة علي