للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٦٤ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أذن سبع سنين محتسباً؛ كتب له براءة من النار)). رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه. [٦٦٤]

٦٦٥ - وعن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يعجب ربك من راعي غنم في رأسه شظية للجبل، يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلي عبدي هذا، يؤذن ويقيم الصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة)). رواه أبو داود، والنسائي. [٦٦٥]

٦٦٦ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة علي كثبان المسك يوم القيامة: عبد أدى حق الله وحق مولاه، ورجل أم قوماً وهم به رضوان، ورجل ينادي بالصلوات الخمس كل يوم وليلة)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب.

ــ

الحديث الثاني عن ابن عباس: قوله: ((محتسباً)) (فا) الاحتساب من حسب كالاعتداد من العدد، إنما قيل: احتسب العمل لمن ينوي به وجه الله لأن له حينئذ أن يعتد عمله، فجعله في حال مباشرة الفعل كأنه معتد. والحسبة اسم من الاحتساب، كالعدة من الاعتداد. ومنه حديث عمر: ((احتسبوا يا أيها الناس أعمالكم، فإنه من احتسب عمله كتب له أجر عمله وأجر حسبته)).

الحديث الثالث عن عقبة بن عامر: قوله: ((يعجب ربك)) ((حس)): التعجب علي الله مجاز؛ لأنه لا يخفي عليه أسباب الأشياء والتعجب مما خفي سببه ولم يعلم، فاملعنى عظم ذلك عنده، وكبر لديه، وقيل: معناه الرضي. ((نه)) الشظية الفلقة من الحصى، والجمع الشظايا. أقول: الخطاب في قوله: ((يعجب ربك)) عام لكل من يتأتى منه السماع لفخامة الأمر، فيؤكد معنى التعجب، وقوله تعالي: ((فانظروا)) تعجيب للملائكة من ذلك الأمر بعد التعجيب لمزيد التفخيم، وكذا تسميته بالعبد وإضافته إلي الله (تعالي) والإشارة بهذا تعظيم علي تعظيم.

وقوله: ((يخاف منه)) الأظهر أنه جملة مستأنفة وإن احتمل الحال، فهو كالبيان لعلة عبوديته، واعتزاله عن الناس حق اعتزال؛ لتخصيص ذكر الشظية مع المعزى دون الضأن. وفيه إشعار بأنه كان عالماً بالله تعالي عارفاً لجلالته، وأنه من الذين قيل فيهم {إنما يخشى الله من عبادة العلماء} وأن اعتزاله عن الناس إنما هو للفتنة والفرار بدينه، كاعتزال الفتية إلي الكهف قائلين: {ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا} وكذلك أمنه الله مما كان يخافه، وزاد عليه بإدخاله الجنة. قيل: وفي الحديث دليل علي جواز الأذان والإقامة للمنفرد.

الحديث الرابع عن ابن عمر رضي الله عنه: قوله: ((كثبان)) جمع كثيب، وهو ما ارتفع من

<<  <  ج: ص:  >  >>