٧٢٩ - وعن أبي هريرة [رضي الله عنه]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)). قيل: يا رسول الله! وما رياض الجنة؟ قال:((المساجد)). قيل: وما الرتع؟ يا رسول الله! قال:((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)) رواه الترمذي. [٧٢٩]
٧٣٠ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أتى المسجد لشيء، فهو حظه)) رواه أبو داود. [٧٣٠]
٧٣١ - وعن فاطمة بنت الحسين، من جدتها فاطمة الكبرى، رضي الله عنهم، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلي علي محمد وسلم، وقال:((رب اغفر
ــ
وأشرف المراتب. أقول: وقوله: ((وصلاة علي إثر صلاة)) معناه مداومة الصلاة والمحافظة عليها من غير شوب بما ينافيها، ولا مزية عليها، ولا شيء من الأعمال أعلي منها، فكنى عن ذلك بقوله:((عليين)).
الحديث الثالث عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((إذا مررتم برياض الجنة)) تلخيص الحديث إذا مررتم بالمساجد قولوا هذا القول، فلما وضع ((رياض الجنة)) موضع المساجد بناء علي أن العبادة فيها سبب للحصول في رياض الجنة- روعيت المناسبة لفظاً ومعنى، فوضع الرتع موضع القول، لأن هذا القول سبب لنيل الثواب الجزيل، ووسيلة إلي الفوز النبيل. والرتع ههنا كما في قول إخوة يوسف:{يرتع ويلعب} وهو أن يتسع في أكل الفواكه والمستلذات، والخروج إلي التنزه في الأرياف والمياه، كما هو عادة الناس إذا خرجوا إلي الرياض والبساتين، ثمرة الشجرة التي غرسها الذاكر في رياض المسجد علي ما ورد:((لقيت ليلة أسري بي إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) فقال لي: يا محمد! أقرأ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غرسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)) - لجاء أسلوباً بديعياً، وتلميحاً عجيباً.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ومن أتى المسد لشيء فهو حظه)) وهو من قوله صلى الله عليه وسلم: ((وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله)) الحديث.
الحديث الخامس عشر عن فاطمة بنت الحسين رضي الله عنها: قوله: ((قال: رب اغفر لي))