للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك)) وإذا خرج صلى الله عليه وسلم، وقال: ((رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك)). رواه الترمذي، وأحمد، وابن ماجه وفي روايتهما، قالت: إذا دخل المسجد، وكذا إذا خرج، قال: ((بسم الله، والسلام علي رسول الله)) بدل: صلي علي محمد وسلم. وقال الترمذي: ليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى. [٧٣١]

٧٣٢ - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تناشد الأشعار في المسجد، وعن البيع والاشتراء فيه، وأن يتحلق الناس يوم الجمعة قبل الصلاة في المسجد. رواه أبو داود، والترمذي. [٧٣٢]

ــ

أبرز صلى الله عليه وسلم ضمير نفسه عند ذكر الغفران ملتجأ إلي مطاوي الإنكار بين يدي الملك الجبار، وأظهر اسمه المبارك علي سبيل التجريد عند ذكر الصلاة لمحا إلي منصب الرسالة ومنزلة النبوة؛ إجلالا وتعظيماً لشأنها، كأنها غيره، امتثالاً لأمر الله تعالي في قوله: {إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.

الحديث السادس عشر عن عمرو بن شعيب: قوله: ((تناشد الأشعار)) ((تو)): التناشد أن ينشد لكل واحد صاحبه نشداً لنفسه أو لغيره، افتخاراً ومباهاة، أو علي وجه التفكه بما يستطاب منه ترجية للوقت بما يركن إليه النفس، فهو مذموم، وأما ما كان منه في مدح الحق وأهله، وذم الباطل وذويه، أو كان فيه تمهيد لقواعد الدين، أو إرغام لمخالفيه فهو خارج عن القسم المذموم وإن خالطه النسيب، وقد كان يفعل ذلك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ينه عنه، ولعلمه فيه بالغرض الصحيح، وأما نهي عمر رضي الله عنه حسان بن ثابت (رضي الله عنه) عن ذلك فالنظر فيه لمصلحة الجمهور، ولا يؤدي منه إلي الاسترسال في الخلافة والمحن، وكان (رضي الله عنه) عارفاً بزمانه، عبقرياً في شأنه، ألمعياً في رأيه، مصيباً في اجتهاده، ولما عارضه حسان بقوله: أنشدته بين يدي من خير منك. فسكت عنه، ولم يكن سكوته لوضوح حق كان قد خفي عليه، بل كان السكوت إجلالاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتأدباً.

قوله: ((عن البيع والاشتراء)) ((حس)): روي عن عطاء بن يسار أنه كان إذا مر عليه بعض من يبيع في المسجد قال: عليك بسوق الدنيا، إنما هذا سوق الآخرة. وعن عمر (رضي الله عنه) قال لرجلين من أهل الطائف رفعا أصواتهما في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟ وأنه سمع صوت رجل في المسجد، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>