قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام. ثم قال: سل، قل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلي حبك)). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إنها حق فادرسوها ثم تعلموها)). رواه أحمد، والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث. فقال: هذا حديث صحيح.
٧٤٩ - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل المسجد: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم)). قال:((فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم)) رواه أبو داود. [٧٤٩]
ــ
أصله لتيذن، ولم يضطر إليه إذ يمكنه أن يقول: ايذن لي. لا يقال: أصله يتذن بالرفع، فأسكن ضرورة، إذ لو كان كذلك لقال:((يئذن أنى)) بغير الفاء.
قوله:((هذا حديث حسن)) قال ابن الصلاح: فيه إشكال؛ لأن الحسن قار عن الصحيح، فالجمع بينهما في حديث واحد جمع بين المتافيين. وجوابه أن ذلك راجع إلي الإسناد، فإذا روي الحديث بإسنادين، أحدهما حسن، والآخر صحيح، استقام أن يقال فيه: إنه حسن صحيح. أو أراد بالحسن معناه الغوي، وهو ما يميل إليه النفس ولا يأباه.
الحديث الثامن عن عبد الله بن عمرو: قوله: ((فإذا قال ذلك)) الفاء دلت علي محذوف، أي فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((إذا قال المؤمن ذلك قال الشيطان)) إلي آخره.
الحديث التاسع عن عطاء رضي الله عنه: قوله: ((لا تجعل قبري وثناً)) فيه تشبيه، أي لا تجعل قبري مثل الوثن المعبود في تعظيم الناس وعودهم للزيارة إليه بعد بدءهم واستقبالهم نحوه في السجود، كما نسمع ونشاهد الآن في بعض المزارات والمشاهد. وقوله:((اشتد غضب الله)) استئناف، كأنه قيل: لم تدعو بهذا الدعاء وتتضرع فيه ويجعل قبرك كالوثن؟ فأجاب ترحماً علي أمته، وتعطفاً عليهم بقوله:((أشتد غضب الله)) إلي آخره.