للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٤٧ - وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلي المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في ركعتين رواه النسائي. [٨٤٧]

٨٤٨ - وعن عقبة بن عامر، قال: كنت أقود لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر، فقال لي: ((يا عقبة! ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟))، فعلمني (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)، قال: فلم يرني سررت بهما جداً، فلما نزل لصلاة الصبح صلي بهما صلاة الصبح للناس. فلما فرغ، التفت إلي، فقال: ((يا عقبة! كيف رأيت؟)). رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي. [٨٤٨]

ــ

أو أوجب إجابة دعائه، وفيه دليل علي أن من دعا يستحب أن يقول: آمين بعد دعائه، وإن كان الإمام يدعو والقوم يؤمنون فلا حاجة إلي تأمين المأموم.

الحديث الرابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((صلي المغرب)) [((تو)):] ووجه هذا الحديث أن نقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يبين للناس معالم دينهم بيانا يعرف به الأتم والأكمل، والأدنى والأفضل، ويفصل تارة بقوله، وتاره بفعله، ما يجوز عما لا يجوز، ولما كانت صلاة المغرب أضيق الصلوات وقتا اختار فيها التجوز والتخفيف، ثم رأي أن يصليها في الندرة [علي] ما ذكر في الحديث؛ ليعرفهم أن أداء تلك الصلاة علي تلك الصفة جائز، وإن كان الفضل في التجوز فيه، ويبين لهم أن وقت المغرب يتسع لهذا القدر من القراءة.

((خط)): فيه إشكال؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إذا قرأ علي التإني سورة الأعراف في صلاة المغرب يخل وقت العشاء قبل الفراغ منها، فتفوت صلاة المغرب. وتأويله أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعة الأولي قليلاً من سورة ليدرك ركعة من الوقت، ثم قرأ باقيها في الثانية، ولا بأس بوقوعها خارج الوقت، ويحتمل أن يراد بالسورة بعضها.

الحديث الخامس عن عقبة: قوله: ((خير سورتين)) الإضافة دلت علي أنك إذا تقصيت القرآن المجيد إلي آخره سورتين سورتين ما وجدت في باب الاستاعذة خيراص منهما، وهو من أسلوب قول الأنمارية: هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفها. ويمكن أن يقال: إن عقبة ما سر ابتداء لما لم يكشف له خيريتهما، وما زال منه ما كان هو فيه من الفزع، ولما صلي بهما كوشف له ذلك المعنى ببركة الصلاة، وأزيل ذلك الخوف، فمعنى: ((كيف رأيت؟)) كيف وجدت مصداق قولي: هما خير سورتين قرئتا في باب التعوذ؟ فعلي هذا يكون ((قرئتا)) صيغة مميزة

<<  <  ج: ص:  >  >>