١٢٧٦ - وعن علي رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت علي نفسك)) رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [١٢٧٦]
الفصل الثالث
١٢٧٧ - عن ابن عباس، قيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب، إنه فقيه.
وفي رواية: قال ابن أبي مليكة: أوتر معاوية بعد العشاء بركعة، وعنده مولي لابن عباس، فأتى ابن عباس فأخبره. فقال: دعه فإنه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.
١٢٧٨ - وعن بريدة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الوتر حق، فمن لم
ــ
وإيصالاً لبركة الذكر علي مقدار ما يبلغ الصوت إليه من الحيوان والحجر والمدر، وطلباً لاقتداء الغير به، وليشهد له يوم القيامة كل رطب ويابس سمع صوته. وبعض المشايخ يختار إخفاء الذكر؛ لأنه أبعد من الرياء، وهذا يتعلق بالنية.
الحديث العاشر عن علي رضي الله عنه: مضى شرحه في باب السجود مستقصى.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن ابن عباس: قوله: ((هل لك في أمير المؤمنين)) نحو قوله تعالي: {هل لك إلي أن تزكى} أي هل لك رغبة إلي التزكية، وأن تتطهر من الشرك؟ ويقال: هل لك في كذا، وهل إلي كذا، كما تقول: هل ترغب فيه، وهل ترغب إليه؟ فالاستفهام في الحديث بمعنى الإنكار، أي هل لك رغبة في معاوية وهو يرتكب هذا المنكر. ومن ثم أجاب ((دعه فإنه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم)) فلا يفعل إلا ما رآه منه. أو هو فقيه أصاب في اجتهاده، وفيه شهادة من حبر الأمة لمعاوية وفضله، وصحبته، واجتهاده.
الحديث الثاني عن بريدة: قوله: ((فليس منا)) ((من)) فيه اتصالية، كما في قوله تعالي:{والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض} وقوله: ((فإني لست منك ولست مني)) المعنى: