٣١_ ورواه الترمذي عن معاذ بن أنس مع تقديم وتأخير، وفيه: (فقد استكمل
إيمانه).
٣٢_ وعن أبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الأعمال الحب في الله
والبغض في الله). رواه أبو داود.
٣٣_ وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المسلم من سلم المسلمون
ــ
واتقوا الله. ومن تأمل فيه وقف على سلوك طريق الله، وفناء السالك في حق الله، ومن ثم
عقب الحديث بقوله: (الحب في الله والبغض في الله).
الحديث الثالث عن أبي ذر، قوله: (الحب في الله) (في) ههنا بمعنى اللام في قوله: (من
أحب لله) للإخلاص إلا أنه أبلغ، أي الحب في جهته ووجهه، كقوله تعالى: (والذين جاهدوا
فينا لنهديهم) أي في حقنا ومن أجلنا ولو جهنا خالصا.
الحديث الرابع عن أبي هريرة (رضي الله عنه): قوله: (المسلم من سلم المسلمون) مضى
شرحه في الحديث الرابع من الباب، يقال: أمنت زيدا على الأمر وائتمنته، أي جعلته
أمينا، يعنى المؤمن الكامل هو الذي ظهرت أمانته، وعدالته، وصدقه، بحيث لا يخاف منه
الناس بإذهاب مالهم، وقلتهم، ومد اليد إلى نسائهم. وفي ترتيب (من سلم) على (المسلم)
و (من أمنه) على (المؤمن) رعاية للمطابقة، ففيه ذكر المسلم والمؤمن بمعنى واحد تأكيدا وتقريرا،
إلا أنه لم يذكر في الثانية ما يدل على ما يثمر اللسان من البذاءة، والبهتان، والغيبة، واقتصر
على ما تثمر اليد من سمك الدماء وغضب الأموال اكتفاء بما سبق، ولأن آفة اللسان ظاهرة، وآفة
اليد مفتقرة إلى البيان، فبين في الثانية. (قض): من لم يراع حكم الله تعالى في ذمام المسلمين
والكف عنهم لم يكمل إسلامه، ومن لم يكن له جاذبة نفسانية إلى رعاية الحقوق وملازمة
العدل فيما بينه وبين الناس فلعله لا يراعي ما بينه وبين الله تعالى، فيخل بإيمانه.
ــ