للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الفصل الثالث

٣٦_ عن عبادة بن الصامت (رضي الله عنه)، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

يقول: (من شهد ان لا إله اللهُ وأن الله وأن محمدا رسول الله، حرم الله عليه

النار).

٣٧_ وعن عثمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من مات وهو يعلمُ

أنه لا إله إلا اللهُ دخل الجنة) رواه مسلم.

٣٨_ وعن [جابر رضي الله عنه] قال: قال رسول الله (ثنان موجبتان). قال

رجل: يا رسول الله! ما الموجبتان؟ قال: (من مات يشركُ بالله شيئا دخل النار، ومن

مات لا يشركُ بالله شيئا دخل الجنة) رواه مسلم.

ــ

الفصل الثالث

الحديث الأول والثاني عن عبادة وعثمان (رضي الله عنهما): (وهو يعلم أنه لا إله إلا

الله) قال الشيخ أبو حامد في الإحياء: من يوجد منه التصديق بالقلب فقبل أن ينطق باللسان أو

يشتغل بالأعمال مات، فهل نقول: مات مؤمنا بينه وبين الله؟ ففيه اختلاف، من شرط القول

لتمام الإيمان، يقول مات قبل الأيمان، وهو فاسد؛ إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: (يخرج من النار من كان

في قلبه مثقال ذرة من الإيمان)، وهذا قلب طافح بالإيمان فكيف يخلد؟ ومن يصدق بالقلب،

ويساعده من العمر مهلة النطق بكلمتي الشهادة، وعلم وجوبهما، ولكنه لم ينطق بهما، فيحتمل

أن يجعل امتناعه عن النطق بمنزلته امتناعه عن الصلاة، ونقول: هو مؤمن غير مخلد في النار.

الحديث الثالث عن جابر (رضي الله عنه): قوله: (ثنتان موجبتان) (المغرب): يقال أوجب

الرجل، إذا عمل ما يجب به الجنة أو النار، ويقال للحسنة: موجبة، وللسيئة: موجبة،

فالوجوب عند أهل السنة بالوعد والوعيد، وعند المعتزلة بالعمل. و (ثنتان) صفة مبتدأ محذوف،

أي خصلتان ثنتان، وهذا الحديث مع الحديثين السابقين عليه مضى شرحها مستقصى في الفصل

الأول من الباب.

ــ

<<  <  ج: ص:  >  >>