١٤٦٨ - وعن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((نعمت الضحية الجذع من الضأن)). رواه الترمذي. [١٤٦٨]
١٤٦٩ - وعن ابن عباس، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فحضر الأضحى، فاشتركنا في البقرة سبعة، وفي البعير عشرة. رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [١٤٦٩]
١٤٧٠ - وعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلي الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسًا)) رواه الترمذي، وابن ماجه. [١٤٧٠]
ــ
الحديث الثامن والتاسع عن ابن عباس: قوله: ((سبعة)) منصوب بتقدير أعني بيانًا لضمير الجمع. ((مظ)): قوله: ((في البعير عشرة)) عمل به إسحاق بن راهويه. وقال غيره: إنه منسوخ.
الحديث العاشر عن عائشة قوله:((وإنه)) الضمير راجع إلي ما دل عليه إهراق الدم. والتإنيث في ((بقرونها)) باعتبار الجنس. ((مظ)): يعني أفضل عبادات يوم العيد إراقة دم القربان، وإنه يأتي يوم القيامة كما كان في الدنيا من غير أن ينقص منه شيء، ويعطى الرجل بكل عضو منه ثوابًا. وكل زمان يختص بعبادة، ويوم النحر مختص بعبادة فعلها إبراهيم عليه السلام من القربان والتكبير، ولو كان شيء أفضل من ذبح النعم في فداء الإنسان لم يجعل الله تعالي الذبح المذكور في قوله تعالي:{وفديناه بذبح عظيم} فداء لإسماعيل عليه السلام.
وأقول: قد تقرر أن الأعمال الصالحة، كالفرائض والسنن والآداب مع بعد مرتبتها في الفضل، قد يقع التفاضل بينها، فكم من مفضول يفضل علي الأفضل بحسب الخاصية ووقوعه في زمان مخصوص ومكان مخصوص. والتضحية إذا نظر إليها في أنها نسك من المناسك، وأنها من شعائر الله، كما قال تعالي:{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، لا سيما في أيام النحر لأنها كانت لهذا المعنى