١٤٧١ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام أحب إلي الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر)) رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: إسناده ضعيف. [١٤٧١]
الفصل الثالث
١٤٧٢ - عن جندب بن عبد الله، قال: شهدت الأضحى يوم النحر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يعد أن صلي وفرغ من صلاته وسلم، فإذا هو يرى لحم أضاحي قد ذبحت قبل أن يفرغ من صلاته، فقال:((من كان ذبح قبل أن يصلي – أو نصلي –
ــ
- لا في نفسها – من أفضل ما يعمله الإنسان، وأحب ما يصدر من الآدمي عند الله من سائر العبادات حينئذ. ألا ترى كيف تمم المعنى، وبالغ فيه بما لا يؤبه له من القرن والظلف والشعر، بل يكره التلفظ بها من حقارتها وبشاعتها، فجعلها في ميزان الحسنات؟ وإلي معنى تقوى القلوب ينظر قوله صلى الله عليه وسلم: ((فطيبوا بها نفسًا)) أي قلبًا.
الحديث الحادي عشر عن أبي هريرة: قوله: ((ما من أيام أحب)) قيل: لو قيل: ((أن يتعبد)) مبتدأ و ((أحب)) خبره، و ((من)) متعلق بـ ((أحب)) يلزم الفصل بين ((أحب)) ومعموله بأجنبي، فالوجه أن يقرأ ((أحب)) بالفتح ليكون صفة ((أيام)) و ((أن يتعبد)) فاعله، ((ومن)) متعلق بـ ((أحب))، والفصل لا يكون بأجنبي، وهو مثل قولك: ما رأيت رجلاً أحسن في عينه الكحل من عين زيد، وخبر ((ما)) محذوف.
أقول: لو ذهب إلي أن خبر ((ما)((أحب))، وأن ((أن يتعبد)) متعلق بـ ((أحب)) بحذف الجار، فيكون المعنى ما من أيام أحب إلي الله لأن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، لكان أولي من حيث اللفظ والمعنى؛ أما اللفظ فظاهر، وأما المعنى فإن سوق الكلام لتعظيم الأيام وتفخيمها، والعبادة تابعة لها، لا عكسه، وعلي ما ذهب إليه القائل يلزم العكس مع ارتكاب ذلك التعسف.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن جندب: قوله: ((يوم النحر)) بدل من ((الأضحى)) أي حضرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم النحر، فلم يعد بعد أن صلي إلي بيته، حتى رأي لحم أضاحي قد ذبحت قبل