رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا))، ثم قال:((يا أمة محمد! والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد! والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا)). متفق عليه.
١٤٨٤ - وعن أبي موسى، قال: خسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعًا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلي بأطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته قط يفعله، وقال:((هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد ولا لحياته،؛ ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك، فافزعوا إلي ذكره ودعائه واستغفاره)) متفق عليه.
١٤٨٥ - وعن جابر، قال: انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلي بالناس ست ركعات بأربع سجدات. رواه مسلم.
ــ
مسرة أحقاب تلقيت بعدها مساءة يوم أو بها شبه الصاب
فكيف بأن تلقى مسرة الساعة وراء تقضيها مساءة أحقاب
الحديث الخامس عن أبي موسى: قوله: ((يخشى أن تكون الساعة)) قالوا: هذا تخيل من الراوي وتمثيل منه، كأنه قال: فزعا فزع من يخشى أن تكون الساعة، وإلا فكان النبي صلى الله عليه وسلم عالمًا بأن الساعة لا تقوم وهو بين أظهرهم، وقد وعد الله تعالي النصر وإظهار الأمر وإعلاء دينه علي الأديان كلها، ولم يبلغ الكتاب فيها أجله؛ وإنما كان فزعه عند ظهور الآيات كالخسوف، والزلازل، والريح، والصواعق، شفقًا علي أهل الأرض أن يأتيهم عذاب من عذاب الله، كما أتي من قبلهم من الأمم، لا عن قيام الساعة. وصرح المظهر: أن الراوي أخطأ فيه حيث قال: هذا ظن؛ لأن أبا موسى لم يعلم ما في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الظن غير صواب.
فإن قيل: يحتمل أن تكون هذه الواقعة قبل أن يخبر الله تعالي رسوله بالنصر والظفر، فحينئذ يتوقع الساعة كل لحظة. قلنا: ليس كذلك؛ لأن إسلام أبي موسى كان بعد فتح خيبر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بهذه الأشياء بعد فتح خيبر.
وأقول: لعل فزع رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان لما كوشف به من الأهوال، ونزول العذاب، فذهل عما أخبر به، فخشي أن تكون الساعة. كما قال تعالي:{يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا} وفسر أن الرسل من هول ذلك اليوم يفزعون، ويذهلون عن الجواب، ثم يجيبون بعد ما ترجع إليهم عقولهم بالشهادة علي أمتهم. ولو نسب هذا الذهول إلي الرواي بسبب ما شاهد من النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الحالة لجاز أيضًا.
الحديث السادس والسابع عن جابر: قوله: ((يوم مات إبراهيم)) ((مظ)): ظن بعضهم أن