١٥٥٦ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاء الرجل يعود مريضًا فليقل: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوًا أو يمشي لك إلي جنازة)). رواه أبو داود. [١٥٥٦]
١٥٥٧ - وعن علي بن زيد، عن أمية أنها سألت عائشة عن قول الله عز وجل:{إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}. وعن قوله:{من يعمل سوءًا يجز به}، فقالت: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((هذه معاتبة الله العبد بما يصيبه من الحمى والنكبة، حتى البضاعة يضعها في يد قميصه، فيفقدها، فيفزع لها، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه، كما يخرج التبر الأحمر من الكير)). رواه الترمذي. [١٥٥٧]
ــ
الوجع ما هو. ويجوز أن يشار به إلي ((شيئًا)) فالجيم مفتوحة، أو إلي ((من)) في ((من اشتكى)) فالجيم مكسورة. و ((أنت رب الطيبين)) إلي آخره تقرير للمعنى السابق، وتخصيص بعد التعميم. فالأول كالوسيلة إلي المطلوب.
الحديث السابع عن عبد الله: قوله: ((ينكأ لك عدوًا)) ((نه)): نكيت في العدو أنكى نكاية فأنا ناك، إذا كثرت فيهم الجراح والقتل، فوهنوا لذلك. و ((ينكأ)) مجزوم علي أنه جواب الأمر، ويجوز الرفع علي تقدير اشف عبدك، فإنه ينكأ عدوك. وقيل: ويجوز أن يكون ((يمشي)) أيضًا مجزومًا لم تحذف لامه، نحو قراءة من قرأ {إنه من يتقي ويصبر)) بإثبات الياء. ولعله جمع بين النكاية، وتشييع الجنازة؛ لأن الأول كدح في إنزال العقاب علي عدو الله، والثاني سعى في إيصال الرحمة إلي ولي الله. قال:
لنا ملك ما يطعم النوم همه ممات لحي، أو حياة لميت
الحديث الثامن عن علي: قوله: ((معاتبة الله العبد)) ((تو)): هذا الحديث لم يؤت في المصابيح علي وجهه، حيث جاء فيه ((متابعة الله)) من ((تبع))، وفي كتاب الترمذي:((معاتبة الله)) من ((عتب)). أقول: وكذا في شرح القاضي، والأشرف. ثم قال الشيخ: لا تعرف المتابعة في الحديث ولا معنى له، وإنما هو ((معاتبة الله العبد))، أي يؤاخذه بما أصابه من الذنب بما يصيبه في الدنيا من الحمى وغيرها. أقول: أما الرواية، فلا كلام عليها. وأما المعنى فصحيح؛ لما جاء:((اتبعوا القرآن ولا يتبعكم)). قال ابن الأثير في النهاية: قيل: معناه لا يطلبنكم لتضييعكم إياه، كما يطلب الرجل صاحبه بالتبعة. والتبيع الذي يتبعك لحق يطالبك به، فالمعنى: هذه