للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٠٥ - وعن جابر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله)) رواه مسلم.

الفصل الثاني

١٦٠٦ - عن معاذ بن جبل [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن شئتم أنبأتكم: ما أول ما يقول الله للمؤمنين يوم القيامة؟ وما أول ما يقولون له؟)). قلنا: نعم يا رسول الله! قال: ((إن الله يقول للمؤمنين: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا! فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك. فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي)). رواه في ((شرح السنة))، وأبو نعيم في ((الحلية)). [١٦٠٦]

ــ

إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكون

ولا تغفل عن الإحسان فيها فما تدري السكون متى يكون

إذا ظفرت يداك فلا تقصر فإن الدهر عادته يخون

قال الله تعالي: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا}.

الحديث السابع عن جابر: قوله: ((لا يموتن أحدكم)) نهي عن أن يموتوا علي غير حالة حسن الظن، وذلك ليس بمقدورهم، بل المراد الأمر بتحسين الأعمال، أي أحسنوا أعمالكم الآن حتى يحسن بالله ظنكم عند الموت، فإن من ساء عمله قبل الموت، يسوء ظنه عند الموت. ((شف)): قيل: الخوف والرجاء كالجناحين للسائرين إلي الله تعالي ولا يمكن السير بأحد الجناحين بل بهما، لكن يغلب أحدهما الآخر، فينبغي أن يغلب الخوف علي الرجاء في الصحة؛ ليتدرج به فيها إلي تكثير الأعمال الصالحة. فإذا جاء الموت وانقطع العمل، فينبغي أن يغلب الرجاء، وحسن الظن بالله؛ لأن الوفاة حينئذ إلي ملك كريم، ورب رؤوف رحيم. هذا معنى جواب المؤمنين في الحديث الآتي ((رجونا عفوك ومغفرتك)) عن قوله تعالي: ((هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: ((لم)).

الفصل الثاني

الحديث الأول والثاني عن أبي هريرة: قوله: ((هاذم اللذات الموت)) ((مظ)): ((الموت)) بالجر

<<  <  ج: ص:  >  >>