للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٠٧ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت)) راه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [١٦٠٧]

١٦٠٨ - وعن ابن مسعود، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: ((استحيوا من الله حق الحياء)). قالوا: إنا نستحيي من الله يا نبي الله! والحمد لله قال: ((ليس ذلك؛ ولكن م استحيى من الله حق الحياء، فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلي، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء)) رواه أحمد، والترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [١٦٠٨]

ــ

عطف بيان، وبالرفع خبر مبتدأ محذوف، وبالنصب علي تقدير أعني. أقول: شبه اللذات الفإنية والشهوات العاجلة ثم زوالها ببناء مرتفع ينهدم بصدمات هائلة، ثم أمر المنهمك فيها بذكر الهاذم لئلا يستمر علي الركون إليها، ويشتغل عما يجب عليه من التزد إلي دار القرار. وأنشد زين العابدين رضي الله عنه:

فيا عامر الدنيا، ويا ساعياً لها ويا آمناً من أن تدور الدوائر

علي خطر تمشي، وتصبح لاهيا أتدري بماذا لو عقلت تخاطر

تخرب ما يبقى وتعمر فإنياً فلا ذاك موفور، ولا ذاك عامر

الحديث الثالث عن ابن مسعود: قوله: ((ذات يوم)) ((تو)): هو من ظروف الزمان التي لا تتمكن، تقول: لقيته ذات يوم، وذات ليلة، وذات غداة، وذات عشاء، وذات مرة، وحمل التإنيث فيها علي الحالة، أو علي لقيته لقية ذات يوم. والحياء حالة تعترض الإنسان من خوف ما يعاب ويذم، فيحمله علي أن يتركه ويعرض عنه.

قوله: ((ليس ذلك)) ((قض)): أي ليس حق الحياء من الله ما تحسبونه، بل أن يحفظ نفسه بجميع جوارحه، وقوله عما لا يرضاه، فليحفظ رأسه وما وعاه من الحواس الظاهرة والباطنة، من السمع والبصر واللسان، حتى لا يستعملها إلا فيما يحل، ((والبطن وما حوى)) أي لا يجمع فيه إلا الحلال، ولا يأكل إلا الطيب. وقيل: أراد بالجوف البطن والفرج. كما جاء في حديث آخر ((أكثر ما تدخل أمتي النار الأجوفان) وقيل: أراد به القلب وما وعى من معرفة الله تعالي والعلم بالحلال والحرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>