للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٢٠ - وعن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة. متفق عليه.

الفصل الثاني

١٦٢١ - عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة)) رواه أبو داود. [١٦٢١]

ــ

قوله: ((لا تدعوا علي أنفسكم)) ((مظ)): أي لا تقولوا شراً، نحو ((يا ويلي)) أي الويل لي، وما أشبه ذلك. أقول: ويمكن أن يقال: إنهم إذا تكلموا في حق الميت بما لا يرضاه الله حتى يرجع تبعته إليهم، فكأنهم دعوا علي أنفسهم بشر، أو يكون المعنى كما في قوله تعالي: {ولا تقتلوا أنفسكم} يعني: بعضكم بعضاً.

قوله: ((في المهديين)) ((مظ)): أي اجعله في زمرة الذين هديتهم إلي الإسلام، ورفعت درجتهم. وقوله: ((واخلفه)) من خلف يخلف: إذا قام أحد مقام آخر بعده في رعاية أمره، وحفظ مصالحه. ((وفي عقبه)) في أولاده، ((في الغابرين)) في الباقين من الأحياء يعني كن خليفة له في أولاده الباقين، فاحفظ أمورهم ومصالحهم، ولا تكلهم إلي غيرك.

((شف)): قوله: ((في الغابرين)) بدل من قوله: ((في عقبه)) أي كن خليفة له في الباقين من عقبه. أقول: ويمكن أن يكون ((في عقبه)) متعلقاً بالفعل، و ((في الغابرين)) حالا من ((عقبه)) المعنى أوقع خلافتك في عقبه كائنين في جملة الباقين من الناس، بأن يستميل قلوب الناس إليهم حتى يكونوا مقبولين بينهم يراعون أحوالهم، ينفعون ولا يضرون.

الحديث الخامس عن عائشة: قوله: ((سجى)) أي غطى وستر. وقوله: ((برد حبرة)) الجوهري: الحبرة مثال العنبة، برد يمان، والجمع حبر وحبرات. وفي ((الغريبين)): الحبر من البرود ما كان موشياً مخططاً، فهو من إضافة العام إلي الخاص.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن معاذ: قوله: ((من كان آخر كلامه)). فإن قلت: كثير من المخالفين كاليهود يتكلمون بكلمة التوحيد، فلابد من ذكر قرينتها من قوله: محمد رسول الله. قلت: قرينتها صدورها عن صدر الرسالة، كقوله تعالي: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله} الكشاف: إن قلت: هلا ذكر الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لما علم واشتهر أن الإيمان

<<  <  ج: ص:  >  >>