١٦٢٢ - وعن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا سورة يس علي موتاكم)) رواه أحمد وأبو داود، وابن ماجه [١٦٢٢].
١٦٢٣ - وعن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي حتى سال دموع النبي صلى الله عليه وسلم علي وجه عثمان. رواه الترمذي وأبو داود، وابن ماجه [١٦٢٣].
١٦٢٤ - وعنها قالت: إن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت. رواه الترمذي، وابن ماجه [١٦٢٤].
١٦٢٥ - وعن حصين بن وحوح، أن طلحة بن البراء مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم
ــ
بالله قرينته الإيمان بالرسول؛ لاشتمال كلمة الشهادة والأذان والإقامة وغيرها عليهما مقترنين مزدوجين، كأنهما شيء واحد غير منفك أحدهما عن صاحبه، انطوى تحت ذكر الإيمان بالله الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثاني عن معقل: قوله: ((اقرأوا علي أمواتكم يس)) ((تو)): يحتمل أن يكون المراد بالميت الذي حضره الموت، فكأنه صار في حكم الأموات، وأن يراد من قضى نحبه وهو في بيته، أو دون مدفنه. قال الإمام في التفسير الكبير: الأمر بقراءة يس علي من شارف الموت مع ورود قوله صلى الله عليه وسلم: ((لكل شيء قلب، وقلب القرآن يس)) إيذان بأن اللسان حينئذ ضعيف القوة، والأعضاء ساقطة المنة، لكن القلب قد أقبل علي الله بكليته، فيقرأ عليه ما يزاد به قوة قلبه، ويستمد تصديقه بالأصول، فهو إذن عمله ومهمه.
أقول- والعلم عند الله-: هذه السورة الكريمة إلي خاتمتها مشحونة بتقرير أمهات علم الأصول، وجميع المسائل المعتبرة التي أوردها العلماء في مصنفاتهم من النبوة، وكيفية الدعوة، وأحوال الأمم، وبيان خاتمتهم، وإثبات القدر، وأن أفعال العباد مستندة إلي الله تعالي، وإثبات التوحيد، ونفي الضد والند، وأمارات الساعة، وبيان الإعادة، والحشر، والحضور في العرصات، والحساب، والجزاء، والمرجع والمآل بعد الحساب، وبيان حصول ما يلذ به السمع، وتقر به الأعين، كما أوردناها مفصلة في فتوح الغيب، من أراد الوقوف عليها فليطلعها. فحق لذلك أن تقرأ عليه، ويذكر بها، وينبه علي أمهات أصول الدين.