يعوده، فقال:((إني لا أرى طلحة إلا قد حدث به الموت، فآذنوني به وعجلوا، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهرإني أهله)). رواه أبو داود [١٦٢٥]
الفصل الثالث
١٦٢٦ - وعن عبد الله بن جعفر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقنوا موتاكم لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين)) قالوا: يا رسول الله! كيف للأحياء؟ قال:((أجود وأجود)) رواه ابن ماجه [١٦٢٦]
١٦٢٧ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحاً قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فلا تزال يقال لها
ــ
الحديث الثالث والرابع عن حصين: قوله: ((لجيفة مسلم)) وصف مناسب للحكم بعدم الحبس، وذلك أن المؤمن عزيز مكرم، فإذا استحال جيفة ونتناً، استقذره النفوس وتنبو عنه الطباع فيهان، فينبغي أن يسرع فيما يواريه، فيستمر علي عزته، فذكر الجيفة ها هنا كذكر السوأة في قوله تعالي:{ليريه كيف يواري سوأة أخيه} السوأة: الفضيحة لقبحها. قوله:((بين ظهرإني أهله)) أي بين أهله. و ((الظهر)) مقحم، وقد مر تحقيقه. والعرب تضع الاثنين مقام الجمع.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عبد الله: قوله: ((كيف للأحياء)) أي كيف ذلك التلقين للأحياء، أيحسن أم لا؟ فأجاب؟: أجود وأجود، والتكرير للاستمرار، أي جودة مضمومة إلي جودة، وهذا معنى الواو فيه.
الحديث الثاني عن أبي هريرة: قوله: ((كانت في الجسد الطيب)) والظاهر ((كنت)) ليطابق النداء و ((اخرجي))، لكن اعتبر اللام الموصولة، أي النفس التي طابت كائنة في السجد الطيب. ويحتمل أن تكون صفة أخرى للنفس؛ لأن المراد منها ليس نفساً معينة، بل الجنس مطلقاً، كقوله: ولقد أمر علي اللئيم يسبني.
قوله:((بروح وريحان)) نظيره في اللفظ والسياق قوله تعالي: {فروح وريحان وجنة نعيم} بروح: أي باستراحة، والريحان: الرزق. ولو روي بالضم كان بمعنى الرحمة؛ لأنها كالحياة للمرحوم. وقيل: البقاء. أي هذان له معاً، وهو الخلود مع الرزق.