والآخر لا يلحد. فقالوا: أيهما جاء أولا عمل عمله. فجاء الذي يلحد، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه في ((شرح السنة)). [١٧٠٠]
١٧٠١ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللحد لنا والشق لغيرنا)). رواه الترمذى، وأبو داود، والنسائى، وابن ماجه. [١٧٠١]
١٧٠٢ - ورواهُ أحمد عن جرير بن عبد الله. [١٧٠٢]
١٧٠٣ - وعن هشام بن عامر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يوم أحُد:((احفروا وأوسعوا وأعمقوا وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحدٍ، وقدِّموا أكثرهم قرآنًا)) رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود، والنسائي، وروى ابن ماجه إلي قوله:((وأحسنوا)). [١٧٠٣]
١٧٠٤ - وعن جابر، قال: لما كانَ يومُ أحُدٍ جاءت عمَّتي بأبي لتدفنه في مقابرنا، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ردُّوا القتلي إلي مضاجعهم)). رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود، والنسائي، والدرامي، ولفظه للترمذي. [١٧٠٤]
ــ
الحديث الثانى عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((اللحد لنا)) ((تو)): أي اللحد الذي نؤثره ونختاره، والشق اختيار من كان قبلنا. وفي ذلك بيان فضيلة اللحد، وليس فيه النهي عن الشق، والدليل عليه حديث عروة، إذ لو كان منهياً عنه لم يكن أبو عبيدة ليصنعه مع جلالة قدره في الدين والأمانة، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم ليقولوا دون دفن النبي صلى الله عليه وسلم: أيهما جاء أولا عمل عمله. أقول: ويمكن أنه صلى الله عليه وسلم عني بضمير الجمع نفسه، أي أوثر لي اللحد، وهو إخبار عن الكائن، فيكون معجزة.
الحديث الثالث عن هشام رضي الله عنه: قوله: ((وأعمقوا وأحسنوا)) ((مظ)): أي اجعلوا عمقه قدر قامة رجل إذا مد يده إلي رءوس أصابع يديه، وأجيدوا تسوية قعره، لا منخفضاً ولا مرتفعاً، ونظفوه من التراب والقذارة وغيرهما.
قوله:((أكثرهم قرآناً)) بولغ فيه حيث أبهم أولاً، وأسند ضميره إلي الكثرة، ثم بين ذلك الإبهام بقوله:((قرآناً)) دلالة علي أن القرآن خالط لحمه ودمه، وأخذ بمجامعه، فحق لمثله أن يقدم علي كل سواه- في حياته في الإمامة، وفي مماته في القبر-.
الحديث الرابع عن جابر رضي الله عنه: قولوا: ((ردوا)) ((مظ)): فيه دلالة علي أن الميت لا ينقل