للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصحَّحَ الحاكِمُ وابنُ حِبَّانَ هذا الحديثَ، وقال أبو زُرعةَ: إنه حسن (١)، وأعلَّه البيهقيُّ بالاضطرابِ (٢).

وفي البابِ عن عائشةَ: رواه الترمذيُّ والنسائيُّ والدَّارَقُطنيُّ (٣) من حديثِ


= "تاريخ دمشق" (٦٠/ ١٨٦)؛ من حديث محمد بن عائذٍ عن الهيثم بن حُمَيدٍ عن ثورِ بن يزيدَ عن راشدِ بنِ سعدٍ به.
وابن عائذ والهيثم بن حميد: صدوقان.
وأما ثور بن يزيد؛ فثقة.
والحاصل مما تقدم أن هذا الحديث قد اختُلِف في سنده على راشد بن سعد:
١ - فرواه علي بن أبي طلحة عنه، عن أبي عامر الهوزني عن المقدام.
٢ - ورواه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء عن عمرو بن الحارث الزُّبَيدي.
وأبو تَقيٍّ عبد الحميد بن إبراهيم الحمصي.
كلاهما (عمرو بن الحارث وأبو تقى) عن عبدِ اللهِ بنُ سالمٍ الأشعري عن محمد بن الوليد الزُّبَيديِّ عن راشدِ بنِ سعدٍ: أنَّ عبد الرحمن بن عائذٍ حَدَّثه عن المقدام.
٣ - ورواه معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن المقدام، بلا واسطة.
٤ - ورواه ثور بن يزيد عن راشد بن سعد، مرفوعًا مرسلًا.
وتقدم الكلام على حال رواة هذه الوجوه جرحًا وتعديلًا.
وقد رجح الدارقطني رواية علي بن أبي طلحة. العلل (١٤/ ٦٣).
وعليه فإن الأشبه بالصواب: أن الحديث عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهوزني عن المقدام.
ورجاله ثقات، إلا علي بن أبي طلحة -راويه عن راشد-، فهو صدوق.
وخلاصة القول أنَّ سند الحديث حسن، كما قال أبو زرعة الرازي . والله أعلم.
(١) "العلل" (١١٤٥).
(٢) لم أقف على كلامٍ للبيهقي في إعلال الحديث بالاضطراب، لكنه بعد أن ساق طرق الحديث نقل قول ابن معين في أنه ليس في الباب حديث قوي. انظر: "السنن الكبرى" (٦/ ٢١٤).
وقد ذكر الحافظ في "التلخيص" (٣/ ١٨٢) أن البيهقي أعلَّه بالاضطرابِ، فالظاهر أن المصنف إنما أخذ هذا عنه. والله أعلم.
(٣) "جامع الترمذي" (الفرائض، باب ما جاء في ميراث الخال) رقم (٢١٠٤)، و"السنن الكبرى" للنسائي (٦/ ١١٥) رقم (٦٣١٨)، و"سنن الدارقطني" (الفرائض) (٤/ ٨٥) رقم (٥٤)؛ كلهم من طريق أبي عاصم عن ابن جريج عن عمرو بن مسلم عن طاوس عن عائشة به مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>