للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس عند الطيالسي، والطبراني بلفظ: "الدجالُ آدمُ، هِجانٌ (١)، أعورُ، جعد الرأس" (٢)، إلى غير ذلك مما أفرد


= الأخيرين بعض الزيادات.
وأعل البوصيري في "الإتحاف" (٨/ ١٣٦ - ١٣٧) الوجه الأول بأن "مدار طرقه على عطية العوفي، وهو ضعيف"، والوجه الثاني بأن "فيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف"، وزاد الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٣٣٧) تعليل الوجه الأول من رواية أبي يعلى والبزار؛ بأن "فيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس"، وتقدم أنه تابعه عليه فراسُ بن يحيى الهمداني، وهو صدوق يهم، فلم يبق إلا الكلام على عطية العوفي، وهو ضعيف كما في "تهذيب الكمال" (٢٠/ ١٤٥ - ١٤٩)، رقم (٣٩٥٦)، وأما تدليسه الكلبي بأبي سعيد، حتى يتوهم أنه أبو سعيد الخدري ، فمما تفرد به الكلبي، وهو متهم. والله أعلم.
وأما طريق مجالد فأضعف، حيث إن مجالدًا ضعيف مدلس، ويدلس الضعفاء والمتروكين، وقد اشتمل متن روايته على مناكير، وزيادات لا يتابع عليها. والله أعلم.
(١) أي: أبيض. ويقع على المفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث بلفظ واحد. "النهاية" (٥/ ١٢٩).
(٢) لم أجده بهذا اللفظ عند أحد منهم، وحديث سماك رواه الطبراني في "الكبير" (١١/ ٢٧٣)، رقم (١١٧١١ - ١١٧١٣)، ولفظه في الأولى: أن النبي ذكر الدجال فقال: "أعورُ جَعْدٌ هِجانٌ أزهرُ؛ كأَنَّ رأسه أصْلَةٌ، .. ، إنه أعور، وإن ربكم ﷿ ليس بأعور"، وفي الأخريين: "الدجال جعد هجان أقمر؛ كأن رأسه غصن شجرة، مطموس عينه اليسرى، والأخرى كأنها عنبة طافية .. "، وللطيالسي (٤/ ٣٩٩)، رقم (٢٨٠٠): "أَزْهَرُ، هِجَانٌ، أَعْوَرُ .. "، ونحوه لأحمد (٤/ ٤٩)، رقم (٢١٤٨)، وابن حبان (١٥/ ٢٠٧)، رقم (٦٧٩٦) وحنبل في "الفتن" (٢)، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (١/ ٣٠٧)، رقم (٣١)، من مقدم ومؤخر، وزائد في لفظه وناقص.
ولابن أبي شيبة (١٥/ ١٣٢)، رقم (٣٨٦٢٥): "إن الدجال أعورُ جَعْدٌ هِجَانٌ أَقْمَرُ؛ كأن رأسه غَصْنَةُ شجرة .. "، ونحوه للحربي في الغريب (٢/ ٤٩٧ - هجن).
وهؤلاء رووه من طريق شعبة والثوري وزائدة وغيرهم عنه به، وذكر أحمد في حديثه أن شعبة قال: "فحدثت به قتادة، فحدثني بنحو من هذا"، وأخرجه أحمد (٣٥٤٦)، والنسائي في "الكبرى" (١١٢١٩ و ١١٤٢٠) وغيرهما من طريق ثابت بن يزيد أبي يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة.
فالحديث صحيح؛ طريق قتادة على شرط البخاري، وأخرياه من الحسن لذاته، وله متابعات. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>