وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٣٣٧)، وصحح إسناده البوصيري في "إتحاف الخيرة" (٢/ ٥١٨)، رقم (٢٠٢٠)، وصححه ابن حبان والضياء وغيرهما. ورواه خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل عن شعبة به، ولم يذكر عبد الله بن خباب في الإسناد، كما قال عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" (ح ٢١١٤٨)، فهي رواية شاذة. والله أعلم. (١) لم أقف عليه عند أبي يعلى بهذا اللفظ، ولا لدى غيره بهذا الاقتران. واختلفت الروايات الواردة في الدجال في تعيين الأعور منهما، ففي بعضها "اليمنى"، وفي بعضها "اليسرى"، وفي بعضها الأخرى: "إحدى عينيه" دون التعيين. وأما حديث عطية عن أبي سعيد ﵁ عند أبي يعلى (٢/ ٣٣٢ - ٣٣٣) -ومن طريقه لدى ابن عساكر في "تاريخه" (٢/ ٢٢٢)، رقم (٤٦٥) - فلفظه: "إنه لم يكن نبي إلا قد أنذر الدجال قومه، وإني أنذركموه؛ إنه أعور ذو حدقة جاحظة ولا يخفى؛ كأنها نخاعة في جنب جدار، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري .. ". وأخرجه أيضًا عبد بن حميد (١/ ٢٨٢)، رقم (٨٩٧) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (١٧) ثلاثتهم: من طريق حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة، وأخرجه الحاكم (٤/ ٥٣٧ - ٥٣٩)، من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن فراس، كلاهما (حجاج وفراس) عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري ﵁ في حديث طويل، ولفظ الحاكم: "ألا كل نبي قد أنذر أمته الدجال، … ألا إن عينه اليمنى ممسوحة الحدقة جاحظة، فلا تخفى؛ كأنها نخاعة في جنب حائط، ألا وإن عينه اليسرى كأنها كوكب دري .. " ونحوه لابن منيع. ورواه مختصرًا -وفيه هذه الجملة- ابن أبي شيبة (١٥/ ١٣١)، رقم (٣٨٦٢٠) -واللفظ له- وأحمد (١٨/ ٢٧٥ - ٢٧٦)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٩٣٨) من طريق مجالد، عن أبي الْوَدَّاكِ، عن أبي سعيد الخدري ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: "أنا أختم ألفَ نبي، أو أكثر، .. إنه أعور، وإن الله ليس بأعور، وإنه أعور عين اليمنى، لا حَدَقَةَ له، جاحظةٌ [ولأحمد والخطيب: وعينه اليمنى عوراء جاحظةٌ، ولا تخفى؛ كأنها نخامة في حائط مجصَّصٍ] والأخرى كأنها كوكب دري .. "، وعند =