للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أنشد الباخرزي (١) لنفسه:

القبر أخفى سُترة للبنات … ودفنُها يُروى من المكرُمات

أما ترى الله تعالى اسمه … قد وضع النَّعْشَ بجنب البنات

ونحوه قول غيره (٢):

لكل أبي بنتٍ على كل حالة … ثلاثة أصهار إذا ذكر الصهر

فزوج يراعيها، وخدرٌ يصونها … وقبر يواريها، وخيرهم القبر

وأشار بذلك إلى ما قيل عن النبي أنه قال: "نعم الصهر القبر"، ولكن قد قال بعض العلماء: "إنه لم يظفر به بعد التفتيش" (٣)، وإنما ذكر صاحب "الفردوس" مما لم يسنده ابنه، عن ابن عباس مرفوعًا: "نعم الكفؤ


(١) نسبة إلى "باخرز" ناحية من نواحى نيسابور، فهو من أهلها، وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي الكاتب، مؤلف "دمية القصر وعصرة أهل العصر" ذيلًا على "يتيمة الدهر" للثعالبي، وله ديوان شعر في مجلد كبير، مخطوط في المستنصرية ببغداد الرقم (١٣٠٤)، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر، وقتل بباخزر، في ذي القعدة سنة (٤٦٧ هـ).
وانظر: "ذيل ابن النجار" (٣/ ١٩٢ - ١٩٥ الترجمة: ٧٥٦)، "الأنساب" للسمعاني (٢/ ٢١)، "معجم البلدان" (١/ ٣١٦)، "معجم الأدباء" (١٣/ ٣٣ - ٤٨)، "وفيات الأعيان" (١/ ٣٦٠)، و"السير" (١٨/ ٣٦٣)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (٣١/ ٢٣٨).
والبيت أسنده عنه ابن النجار في ذيله (٣/ ١٩٤)، وذكره السيوطي في "الازدهار" (١/ ٩).
(٢) هو: لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن حسين، كما في "ديوان المعاني" لأبي هلال العسكري (١/ ٢٥٥)، و"زهر الآداب" للحصري (١/ ١٩٧)، بلفظ مقارب، وذكره أبو بكر بن داود الأصبهاني في "الزهرة" (١/ ١٦٥) قريبًا منه منسوبًا لبعض الطاهريين، وكذا أورده البيهقي في "المحاسن والمساوئ" (١/ ٢٤٠).
قال العسكري: "وهو رأي الزنادقة"، والإسلام قد عارض أمر استحقار البنات، واعتبر وأد البنات من أشنع أمور الجاهلية، وعدَّ تربية البنات أعظم أجرًا من تربية أمثالهن في الأبناء، والكل وجيبة الولي والراعي.
(٣) قاله الحافظ الزركشي في "التذكرة" (١/ ٨٦/ ٣٢)، ولفظه: "لم أجده، بعد الكشف التام عنه".
وانظر: "الفوائد المجموعة" للشوكاني (١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>