للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلف"، ومن هذا الوجه أورده العقيلي في "الضعفاء" (١).

وللطبراني في "الأوسط" من حديث إبراهيم بن أبي عَبْلة، عن أنس رفعه: "اتخذوا الديك الأبيض، فإن دارا فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان ولا ساحر، ولا الدُّوَيْرات حولها" (٢).

ورواه الحسن بن سفيان في "مسنده" -ومن جهته أبو نعيم- من طريق عبد الله بن صالح (٣)،


(١) أخرجه العقيلي (١/ ١٢٧)، رقم (١٥٥) وأبو الشيخ في "العظمة" (٥/ ١٧٥٧)، رقم (١٢٥٣).
وأنكره العقيلي وغيره على ابن أبي بزة، وحكم عليه ابن الجوزي وغيره بالوضع، كما تقدم.
(٢) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٦٧٧)، و"مسند الشاميين" (١٠) من طريق محمد بن محصن العكاشي، عن إبراهيم به. ومحمد بن محصن العكاشي؛ كذاب، وأعله به الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ١١٧)، فكان أولى بالمؤلف أن يذكر الإسناد من عنده، فيعله به.
(٣) هو: عبد الله بن صالح أبو صالح المصري، كاتب الليث؛ ما كان مِنْ حديثه مِنْ روايةِ الأئمة النقاد كأحمد وابن معين ونحوهم صحيح، وما كان من رواية من أخذ عنه بأخرة ففيه المناكير والأباطيل، وفيه سوى ذلك، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٢٣).
وبين أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم سبب المناكير والأباطيل في حديثه مع صدقه واستقامته في نفسه، أنه كانت فيه غفلة، وبلي بجار سوء وضاع بينه وبين أبي صالح عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرحه في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله فيحدث به، متوهما أنه خطه وسماعه، قالوا: فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره.
وقد كشف أبو زرعة الرازي عن سببين آخرين لمناكير أبي صالح الكاتب يرجعان إلى شخص آخر كان يدخل الموضوعات عليه وعلى أشباهه ممن يرى فيهم جانبا من الغفلة في صدقهم وصلاحهم، فقال: "كان عثمان بن صالح المعافري -ومثله أبو صالح الكاتب- يكتب الحديث مع خالد بن إسحاق بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا، فبلوا به، وقد بلي به أبو صالح أيضًا في حديث زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر، ليس له أصل، وإنما هو عن خالد بن إسحاق بن نجيح". "سؤالات البردعي" (٢/ ٤١٨). وقال مجيبا لسائل آخر حول حديث زهرة بن معبد هذا: (هذا حديث باطل، كان خالد بن نجيح البصري وضعه ودلسه في كتاب الليث، وكان خالد بن نجيح هذا يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا، ويُدلَّسُ لهم، وله غير هذا). أورده ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٩/ ١٨٦) في غيرهما. =

<<  <  ج: ص:  >  >>