للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن رشدين (١)، عن الحسن بن ثوبان، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم، عن أبيه رفعه، ولفظه: "لا تَسُبُّوا الديك، فإنه صديقي، وأنا صديقه، وعدوه عدوي، والذي بعثني بالحق! لو يعلم بنو آدم ما في صورته لاشترَوا رِيشَه ولحمه بالذهب والفضة، وإنه ليطرد مدى صوته من الجن" (٢).

وللواحدي في (سورة النمل) من "تفسيره" من جهة داود بن طلحة (٣) عن


= فأبدى أبو زرعة أنهم بلوا به على شاكلتين؛
١ - بإدخاله المناكير والأباطيل في كتب الشيوخ، وما لم يسمعوا، فيروج عليهم، ثم على من يسمع عنهم معه.
٢ - إملائه على من يحضر الكتابة وسماع الحديث معه عند الشيوخ ما لم يحدثوا به، وما لا أصل له ألبتة، ولذكائه المفرط كان عمدة السامعين، ولم يتنبه لفعلته إلا جهابذة النقاد. وربما بلي بشيء من ذلك بعض الثقات، كالليث بن سعد، وكقتيبة بن سعيد البغلاني في حديث أدخله عليه خالد بن القاسم أبو الهيثم المدائني في إملاء الليث بن سعد، فلما استغربه النقاد كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة سألوه: مع من كتب عن الليث ذلك الحديث، قال: مع خالد المدائني، فعرفوا أنه أتي منه.
انظر: "الجرح والتعديل" (٣/ ٣٥٥)، "المجروحين" (٢/ ٤٠ - ٤١)، "معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص: ١٢٠)، "السنن الكبرى" للبيهقي (٣/ ١٦٣).
(١) رِشْدِين بن سعد؛ ضعفه جمهور الأئمة، كما تقدَّمَ في الحديث (٤٧).
(٢) لم أقف على "مسند الحسن بن سفيان" ولا على "جزء أحاديث الديك" لأبي نعيم.
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٤٦١) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٣) - عن الحسن بن سفيان الفسوي، عن عبد العزيز بن سلام.
وكذا أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (١٢٥٤) -وعلقه عنه الديلمي- كما في ["زهر الفردوس" (٤/ ١٤٧)]- من طريق علي بن داود القنطري، كلاهما (عبد العزيز، والقنطري) عن عبد الله بن صالح كاتب الليث به.
وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورشدين بن سعد، وفي حديثهما تخليط ومناكير وموضوعات كثيرة مما أدخلت عليهما -كما تقدم-، وروى ابن عدي وغيره بهذا الإسناد حديثًا موضوعًا آخر أيضًا في شأن الديك، وعليه حكم ابن الجوزي بأنه موضوع، ووافقه السيوطي في "اللآلي" (٢/ ١٩٣).
وقال الذهبي في "الميزان" (٢/ ٤٤٤): "لكن رشدين أضعف من أبي صالح، فالعهدة عليه".
إلا أن الأئمة إنما حملوه عبد الله بن صالح لتفرده به عن رشدين، وكلاهما ليسا بشيء في مثل هذا الحديث. والله أعلم.
(٣) لم أقف له على ترجمة، إلا أن يكون أبا سليمان داود بن طلحة بن قابوس، =

<<  <  ج: ص:  >  >>